responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي    جلد : 1  صفحه : 415


أبا عبيدة ! . . . امض إلى علي . . . وقل له : . . . ما هذا الذي تسول لك نفسك ، ويدوي به قلبك ، ويلتوي عليه رأيك ، ويتخاوص دونه طرفك ، ويستشري به ضغنك ، ويتراد معه نفسك ، وتكثر لأجله صعداؤك ، ولا يفيض به لسانك ؟ أعجمة بعد إفصاح ، ألبسا بعد إيضاح ؟ . . . ما هذه القعقة بالشنآن ، والوعوعة باللسان ؟ . .
قال أبو عبيدة : فلما تهيأت للنهوض قال لي عمر : كن على الباب هنيئة فلي معك ذرو من الكلام . . فوقفت وما أدري ما كان بعدي إلا أنه لحقني بوجه يندى تهللا وقال لي : قل لعلي : . . . ما هذه الخنزوانة التي في فراش رأسك ؟ ! وما هذا الشجا المعترض في مدارج أنفاسك ؟ وما هذه الوحرة التي أكلت شراسيفك ، والقذاة التي أعشت ناظرك ؟ ! وما هذا الدحس والدس ، اللذان يدلان على ضيق الباع وخور الطباع ؟ ! وما هذا الذي لبست بسببه جلد النمر واشتملت عليه بالشحناء والنكر ؟ !
لشد ما استسعيت لها وسريت سرى ابن أنقد إليها . .
لسنا في كسروية كسرى ولا قيصرية قيصر . .
أتظن ظنا أن أبا بكر وثب على هذا الأمر مفتانا على الأمة خادعا لها ومتسلطا عليها ؟ أتراه امتلخ أحلامها ، وأزاغ أبصارها ، وحل عقودها ، وأحال عقولها ، واستل من صدورها حميتها وانتكث رشاءها ، وانتضب ماءها ؟ . . .
وإنك بحيث لا يجهل موضعك من بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، وكهف الحكمة ، ولا يجحد حقك فيما آتاك ربك من العلم ومنحك من الفقه في الدين . .
هذا إلى مزايا خصصت بها ، وفضائل اشتملت عليها ، ولكن لك من يزاحمك بمنكب أضخم من منكبك ، وقربى أمس من قرباك ، وسن أعلى من سنك ، وشيبة أروع من شيبتك . . فادخل فيما هو خير لك اليوم وأنفع غدا ، والفظ من فيك ما هو متعلق بلهاتك ، وانفث سخيمة صدرك . .

415

نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست