responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي    جلد : 1  صفحه : 212


بشرفها وسؤددها وعزها إبان حقبة الجاهلية وبعد مولد الإسلام . . كرهوا لها أن تطولهم بالأمرة بعد سموها بالنبوة ، وأن يقوم منها سيد بعد موت سيد ، وأن يستأثر رجالها بالحكم ، ويستأسروا بأقدارهم ومزاياهم هذه الجزيرة الفسيحة التي تعج بالقبائل كأنما عقمت عن إنجاب أمثالهم سائر البطون ! . .
وعلى ضياء شعلة مما طوق الدار ، ولون الأفق ، وأشاع في الجوهرة ، لاح عمر وقد تغير وجهه بحنقه ، وتبلل بعرقه ، وتخلل الدخان لحيته ، ولمع حسامه في يمينه كجذوة النار . . إنه أحمس شديد في دينه ! أحمس شديد في عدله !
ولكنه اللحظة أحمس شديد في عنفه ! ! اندفاعه وهو يمم الباب . . إنه ليثير الجمهور ، ويهيج الفتنة ، ويهيئ الحطب ليؤرث الحريق . .
واستأسد وتنمر ، وتصايح وزأر ، ثم اندفع من خلال الجموع كالشرر ، يدق البيت على ساكنيه . . ليس هذا بعمر ! . . ما هو بابن الخطاب ! . . الذي جرى بقدميه أعصار . . الذي انفجر بصدره بركان . . الذي استوى على لبه مارد ! . . إنه الآن مخمور الأمس ، عاد سيرته الأولى كحاله من بضع سنين ، حين أعماه شركه ، وأضله هواه ، وختله عن الهدى غروره ، فسل حسامه وانطلق على دروب مكة ينشد النبي ، ولسانه إذا ذاك يجري بكفره وخمره : لأقتلن محمدا بسيفي هذا ! ( 1 ) هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش ، وعاب دينها ، وسفه أحلامها ، وشتت مجالسها ، وضيع بهارجها . . !
واليوم أيضا ختله اندفاعه ، وبقية بنفسه لا تزال راسبة من حسد الجدود ، وبغضاء الأجيال . . . هوى كهوى يمضي به ، ويحيد بخطو الثابت ، فيغدو ويروح


1 . سيرة ابن هشام : 1 / 344 ، تاريخ عمر بن الخطاب ، لابن الجوزي : 10 ، الكامل ، لابن الأثير 1 / 602 ، الرحيق المختوم ، للمباركفوري : 100 ، مختصر سيرة الرسول ، للنجدي : 103 ، عنهم : إحراق بيت فاطمة ( عليها السلام ) : 170 .

212

نام کتاب : الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) نویسنده : عبد الزهراء مهدي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست