[ ] وروى عمر بن شبة ، قال : حدثني محمد بن يحيى ، قال : حدثنا غسان بن عبد الحميد ( 1 ) ، قال : لما أكثر الناس في تخلف علي ( عليه السلام ) عن بيعة أبي بكر واشتد أبو بكر وعمر عليه في ذلك خرجت أم مسطح بن أثاثة فوقفت عند القبر ، وقالت :
كانت أمور وأنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب ( 2 ) ( 3 ) [ ] أخبرنا أبو زيد عمر بن شبة ، قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ( 4 ) ، قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة ، وغضب علي ( عليه السلام ) والزبير فدخلا بيت فاطمة ( عليها السلام ) معهما السلاح ، فجاء عمر في عصابة منهم أسيد بن حضير ، وسلمة بن سلامة بن وقش - وهما من بني عبد الأشهل - فصاحت فاطمة ( عليها السلام ) وناشدتهم الله ، فأخذوا سيفي علي والزبير فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما ، ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا ، ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم ، وقال : إن بيعتي

1 . غسان بن عبد الحميد بن عبيد بن يسار الكناني ، يروي عن ابن إسحاق ، ذكره ابن حبان في الثقات : 9 / 2 . 2 . وأنشدتها أيضا السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) خطابا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الخطبة الفدكية ، وذكرنا في تعليقتها انتساب هذه الأشعار إلى غير واحد من الصحابيات ، فراجع . 3 . شرح نهج البلاغة : 2 / 50 و 6 / 43 . 4 . محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي ، المشتهر بيتيم عروة ، وفي وفاته بين 117 إلى 137 أقوال ، ذكره ابن حبان في الثقات : 7 / 364 ، وهو من رجال الصحاح الستة ، راجع موسوعة رجال الكتب التسعة : 3 / 412 .

177