نام کتاب : النظام السياسي في الإسلام نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 209
الأرض وتقضي على أسباب الاعتداء ، والخصومات فإن الحروب بين الدول ، والعداوات الناشئة بين الأفراد والجماعات إنما تنشأ على الأكثر ، وتتولد في الغالب من الفروق البارزة بينها ، ومن تعالى البعض على الآخر وتظاهر قوم على آخرين بالجاه والاعتبار ، ولإبادة هذه الفروق نادى الإسلام بالمساواة ، ودعا إلى الصفاء والوئام حتى لا يبقى في النفوس أثر للحزازات والنعرات . 2 - المساواة أمام القانون : وألزم الإسلام بالمساواة بين جميع الناس أمام القانون بلا فرق بين الرئيس والمرؤوس ، ولا بين القوي والضعيف والشريف والوضيع وقد أعلن ذلك الرسول الأعظم ( ص ) وطبقه على واقع الحياة فقد سئل ( ص ) أن يعفو عن سارقة لشرف أسرتها فأجاب ( ص ) : " إنما هلك من كان قبلكم لأنهم كانوا إذا أذنب الضعيف فيهم عاقبوه ، وإذا أذنب الشريف فيهم تركوه ، والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " [1] . ولما شعر ( ص ) بدنو أجله ، ومفارقته لهذه الحياة خرج ( ص ) وهو مريض فاعتلى أعواد المنبر وخطب بين المسلمين ، وبين لهم مدى المساواة التي ينشدها فقال ( ص ) : " أيها الناس من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقدمني ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقدمني ، ومن أخذت له مالا فهذا مالي