لقد منح الإسلام الحرية التامة للإنسان واعتبرها ضرورة من ضرورات الحياة التي لا يستغنى عنها وبهذا ينتهي بنا المطاف عن الحرية في ظل النظام الإسلامي ، وبقي أن نشير إليها في ظل الأنظمة القائمة في العالم من الرأسمالية والشيوعية وإلى القراء ذلك .
في ظل النظام الرأسمالي :
إن أهم صور الحرية التي عني بها النظام الرأسمالي هي الحرية الاقتصادية فقد ضمن النظام للفرد الحرية التامة في جميع مجالات الأرباح والتوسع المالي ، واعتبر الدولة مسؤولة عن حماية هذه الحرية للفرد وتهيئة جميع الوسائل التي تؤدي إلى زيادة أرباحه وإنتاجه .
إن حرية الفرد في استحصال الثروة هي الحجر الأساسي التي تبتني عليها الرأسمالية وقد ذهب إليها علماء الاقتصاد كآدم سميث ومالثوس وريكاردو ، وأضرابهم ويسمى هذا المذهب بالمذهب الفردي لأنهم يعتبرون الفرد محور الحركة الاقتصادية الذي تدور عليه جميع أوضاعها وأطوارها . . .
فالحرية الاقتصادية عن الرأسماليين سبب لتنمية الانتاج ووسائله واتساع الثروة العامة في البلاد وعلى الدولة أن ترفع جميع الموانع التي تؤثر على حرية الفرد فإن هذه الحرية عندهم من أهم وسائل الحياة التي يجب الحفاظ عليها .
إن هذه الحرية التي ضمنها النظام الرأسمالي للمواطنين قد عادت بالأضرار الهائلة على المجتمع الإنساني فقد تكدست ثروات المجتمع عند فئة قليلة من الرأسماليين أخذت تتحكم في مصير العالم وتزجه في الحروب المدمرة من أجل زيادة أرباحها فقد كان لها ضلع كبير في إثارة الحرب العالمية الأولى والثانية ،

194