تقديم الطبعة الأولى - 1 - إن أرقى سياسة عرفتها الإنسانية منذ أقدم عصورها هي السياسة الإسلامية البناءة التي حققت على مسرح الحياة أسمى المبادئ ، وأنبل المثل والغايات ، وقدمت للبشرية أجمل ما تحلم به ، وأهم ما تصبو إليه من التآلف ، والتعاون وإلغاء الامتيازات والفوارق ، وتحطيم العبودية والاستغلال ، حقق الإسلام ذلك كله وطبقه على واقع الحياة منذ فجر تاريخه وبزوغ نوره ، فقد ألف ما بين القلوب ، ووحد ما بين المشاعر والعواطف ، وعقد أواصر الحب والإخاء بين المسلمين فآخى بين المهاجرين والأنصار ورفع شعار الأخوة العامة بين الأبيض منهم والأسود ، قال تعالى : " إنما المؤمنون أخوة " ودعاهم إلى التعاون في طرق الخير والمبرات لا في الإثم والعدوان ، قال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " كما حطم جميع ألوان الفوارق والامتيازات وجعل أساس التفوق بالتقوى والعمل الصالح