نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 88
بها [1] . الثاني : أن يقال : إن القوم لما أنكروا النص وأظهروا أن الإمام يثبت بطريق الاختيار ، أراد العباس ( رضي الله عنه ) أن يكيدهم من حيث ذهبوا إليه ، ويبطل أمرهم بنفس ما جعلوه طريقا لهم إلى جحد النص ، فقال : ابسط يدك أبايعك ، فإن سلموا الحق إلى أهله لم تضرك البيعة ، وإن ادعوا الشورى والاختيار وأنكروا حقك كان لك من البيعة والعقد والاختيار ما لم يكن لهم فلم يمكنهم الاستبداد بالأمر دونك . فكره ( عليه السلام ) أن يجعل الباطل طريقا إلى حقه [2] مع ظهور النص بينهم عليه في ذلك الوقت . فإن قلت : إن لم تكن البيعة طريقا صحيحا فلم اعتمدها بعد قتل عثمان واحتج بها على معاوية ؟ ! قلت : إنه لما كان يطمع منهم أن يرجعوا إلى النص في حال وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وقرب عهدهم به ، لأجله لم يجعل البيعة طريقا إلى حقه ، خصوصا مع ما انضاف إلى ذلك من إشارة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى عدم استتمام هذا الأمر له بعده فلما طال العهد وتقادم إنكار النص وصار كأن لم يوجد ، ثم رأى إقبال الخلق بأسرهم عليه ، لم يمكنه إلا القيام بالحق ونصرة الدين ، كما قال ( عليه السلام ) : " والله لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها " [3] . وأما أن العباس لما وثق بطاعة الناس في هذا الأمر له ، فدل ذلك على أنهم