responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 20


على ذلك ، فمع مهارته في العلوم والمعارف وحذاقته في التحقيق والإبداع ، معتزل خامل ، فكتب في جوابهم هذين البيتين من الشعر :
طلبت فنون العلم أبغي بها العلا * فقصر بي عما سموت به القل تبين لي أن المحاسن كلها * فروع ، وأن المال فيها هو الأصل فلما وصل هذا الشعر إليهم كتبوا إليه : " إن حكمك بأصالة المال عجيب غريب ، بل خطأ ظاهر ، أقلب تصب " فكتب في جوابهم هذه الأبيات لبعض المتقدمين :
قد قال قوم بغير علم * ما المرء إلا بأصغريه [1] فقلت قول امرئ حكيم * ما المرء إلا بدرهميه من لم يكن له درهم لديه * لم تلتفت عرسه إليه ثم توجه إلى العراق لزيارة الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، وبعد زيارة تلك المشاهد المشرفة ، توجه إلى الحلة ، فلبس بعض ثيابه العتيقة الخشنة والرثة ، ودخل بعض مدارسهم المشحونة بالباحثين والدارسين ، فسلم عليهم فلم يرد عليه إلا بعضهم متثاقلا عنه ، ولم يلتفتوا إليه ، فجلس أول المجلس في صف النعال !
وعكف أولئك في بحثهم على مسألة دقيقة مشكلة ، فأدلى فيها بدلوه وأجاب عنها بتسعة أجوبة في غاية الجودة والدقة . . . ومع ذلك أحضروا طعاما أفردوه بشئ منه على حده ولم يشركوه في مائدتهم ! وانفض مجلسهم فقاموا .
وفي اليوم التالي عاد إليهم وقد تعمم بعمامة كبيرة وبملابس فاخرة ذات أكمام واسعة وهيئة رائعة ! فلما دخل عليهم وسلم قاموا فرحبوا به وأكرموه



[1] ذكرها بعضهم : بأكبريه ، بينما المعروف : المرء بأصغريه ، بقلبه ولسانه ، لا بأكبريه ، ولا أراه إلا من التصحيح بالغلط .

20

نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست