نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 18
والهمم العلية ، والأخلاق المرضية ، والأعلاق الزكية ، ملجأ الأنام ، وواحد الليالي والأيام ، عز الدنيا والدين ، أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيسابوري - أعز الله ببقائه الطائفة ، وحرس به الملة - فألفيته من أخص الأولياء لأولاد سيد الأنبياء ، مع ما خصه الله تعالى به من العلم ، وحباه من مزيد الفهم ، فهو للعلماء والد عطوف ، ولمعاناة أحوالهم بر رؤوف ، يتواضع لهم مع علو مرتبته ويرفع من خاملهم مع شرف منزلته ، فشملني بأنعامه ، وأحلني محل إكرامه ، حتى أنساني الأهل والبلد ، وأصدفني عن المال والولد . . . أشار إلي بإملاء مختصر في الإمامة ، أنقح فيه الأدلة والبينات ، وأقرر فيه الأسئلة والجوابات ، فهممت أن أعتذر لمشقة السفر وما يستلزمه من تشعب الأذهان ، ومفارقة الأهل والأوطان ، ثم كرهت أن ينسب ذلك إلى تقصير مني في خدمته ، وأداء بعض ما وجب علي من شكر نعمته " [1] . ولا يؤرخ الكتاب بدءا ولا ختاما ، ويبدو لي من نفس هذه المقدمة أنه أول ما كتبه لأمير ناحيته البصرة ، وكأنه طلب إليه كتابا آخر مثله في الكلام العام على منهج الإمامية ، فكتب له الكتاب الثاني " قواعد المرام في علم الكلام " وعلى العادة ضمن مقدمته وصف الأمير فقال : " وبعد . . . فلما كان . . . وكنت ممن وسم فيه ( أصول الدين ) بالتحصيل ، وإن لم أحصل منه إلا القليل ، أشار إلي من إشارته غنم وتلقي أوامره العالية حتم ، وهو المولى المكرم ، الملك المعظم ، العالم العادل ، الفاضل الكامل ، الذي فاق ملوك الآفاق باستجماع مكارم الأخلاق ، وفاز في حلبة السباق أهل الفضائل بالإطلاق ، الذي ملأ الأسماع بأوصافه الجميلة ، وأفاض أوعية الأطماع بألطافه