نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 122
ولكن [1] مؤخرة الحديث وهي قوله صلى الله عليه [ وآله ] : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " تقتضي أن يكون المراد من المولى الناصر ، وذلك أن لفظة المولى لما كانت محتملة لذلك المعنى ولغيره ، ثم ذكر عقيبها لفظا صريحا في ذلك المعنى وهي الموالاة التي هي ضد العداوة ، يبادر إلى الذهن أنه إنما أراد بالمولى الناصر . قوله في الوجه الثاني : أن المولى له معان كثيرة لكن لا يمكن حمله ها هنا إلا على الأولى . قلنا : لا نسلم ، ولم لا يجوز حمله على ولاية الدين والنصرة ؟ قوله : كون المؤمنين بعضهم أولياء بعض معلوم ، فكيف يجوز أن يجمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) الجموع في مثل ذلك ليقرأ على الخلق إيجاب ما تقدم إيجابه من موالاته . قلنا : في ذكره فائدتان : إحداهما : أن لفظ العام ممكن للمعاند من أن يقول : إنما أوجب الله تعالى ولاية المؤمنين ، فمن أين فلان منهم ؟ ولا يمكن أن نقول ذلك إذا عين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلانا بالولاية ، لأن ما نص عليه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فهو أحق . الثانية : أنه ( صلى الله عليه وآله ) ربما أحس بقوم أنهم غير مخلصين في ولاية علي ( عليه السلام ) فأراد أن يحملهم على الإخلاص في موالاته بموالاة نفسه . بيانه : أنه ( عليه السلام ) إنما قال ذلك بعد الفتح ، وقد دخل في الإسلام بعد الفتح من كان علي ( عليه السلام ) قتل أقاربهم ، ولا يمتنع أن يكون النبي ( صلى الله عليه وآله ) أشفق أن يكون قد بقي في قلوب أولئك بقايا نفار ، فأراد ( صلى الله عليه وآله ) إزالته ، وإذا كانت هذه الوجوه محتملة
[1] اللفظ هنا في النسختين : وذلك ، وأثبتنا الصحيح .
122
نام کتاب : النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 122