نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 55
بالمقدور والعلم بالمعلوم ، فهي بهذا المعنى لا نزاع في كونها أمورا اعتبارية إضافية متغيرة بحسب تغير المتعلقات وتغايرها . وأما بالاعتبار الأول فزعمت الكرامية [1] أنها حادثة متجددة بحسب تجدد المتعلقات ، قالوا : إنه لم يكن قادرا في الأزل ثم صار قادرا ، ولم يكن عالما ثم صار قادرا ، ولم يكن عالما ثم صار عالما ، والحق خلافه فإن المتجدد فيما ذكروه هو التعلق الاعتباري ، فإن عنوا ذلك فمسلم وإلا فباطل لجهتين : ( الأولى ) : أنه لو كانت صفاته حادثة متجددة لزم انفعاله وتغيره ، واللازم باطل فالملزوم مثله . بيان اللزوم من وجهين : الأول : أن صفاته ذاتية فتجددها مستلزم لتغير الذات وانفعالها . الثاني : أن حدوث الصفة يستلزم حدوث قابليته في المحل لها ، وهو مستلزم لانفعال المحل وتغيره ، لكن تغير ماهيته تعالى وانفعالها محال ، فلا يكون صفاته حادثة وهو المطلوب . ( الثانية ) : أن صفاته تعالى صفات كمال لاستحالة النقص عليه ، فلو كانت حادثة متجددة لزم خلوه من الكمال ، والخلو من الكمال نقص ، تعالى الله عنه . قال : ( الرابعة : أنه يستحيل عليه الرؤية البصرية لأن كل مرئي فهو ذو
[1] فإنهم زعموا أنه مريد وكاره بإرادة وكراهة حادثتين في ذاته وكذلك زعموا أنه لم يكن قادرا في الأول ثم صادر قادرا ، ولم يكن عالما ثم صار عالما ، والحق خلاف ذلك لامتناع انفعاله عن غيره فإن يستلزم تغير ذاته والمتغير ممكن فبعد الواجب ممكنا .
55
نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري جلد : 1 صفحه : 55