responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري    جلد : 1  صفحه : 52


من الظواهر النقلية ، وهو باطل ، لأنه لو كان في الجهة لكان ، أما مع استغنائه عنهما فلا يحصل فيها ، أو مع افتقاره إليها فيكون ممكنا ، والظواهر النقلية لها تأويلات ومحامل مذكورة في مواضعها [2] .
لأنه لما دلت الدلائل العقلية على إقناع الجسمية ولواحقها عليه ، وجب تأويل غيرها لاستحالة العمل بهما ، وإلا لاجتمع النقيضان أو الترك لهما ، وإلا لارتفع النقيضان ، أو العمل بالنقل واطراح العقل ، وإلا لزم اطراح النقل أيضا لإطراح أصله ، فيبقى الأمر الرابع وهو العمل بالعقل وتأويل النقل .
قال : ( ولا يصح عليه اللذة والألم [1] لامتناع المزاج عليه تعالى ) .
أقول : الألم واللذة أمران وجدانيان فلا يفتقران إلى تعريف ، وقد يقال فيهما : اللذة إدراك الملائم من حيث هو ملائم ، والألم إدراك المنافي من حيث هو مناف ، وهما قد يكونان حسيين ، وقد يكونان عقليين ، فإن الادراك إن كان حسيا فهما حسيان وإلا فعقليان .
إذا تقرر هذا فنقول : أما الألم فهو مستحيل عليه إجماعا من العقلاء إذ لا منافي له تعالى ، وأما اللذة فإن كانت حسية فكذلك لأنها من توابع المزاج ، والمزاج يستحيل عليه تعالى وإلا لكان جسما .
وإن كانت عقلية فقد أثبتها الحكماء له تعالى وصاحب الياقوت منا ،



[1] مثل قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله تعالى ( وهو القائم فوق عباده ) وقوله تعالى ( ويخافون ربهم من فوقهم ) ( س ط ) .
[2] اللذة والألم من توابع المزاج وهو له ضد وامتناع المتبوع والمعروض يستلزم امتناع التابع والعارض ، أما كونهما من قوابعه فلأن اللذة عبارة عن ميل المزاج إلى الاعتدال كما يجده الإنسان حال أكل المستلذ ، والألم عبارة عن ميل المزاج عن الاعتدال كما يجده حال شرب الدواء المر هكذا فسرهما بعض المتكلمين ( شرح ط ) .

52

نام کتاب : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر نویسنده : المقداد السيوري    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست