نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 83
عشر [1] ! ! وهو بلا أدنى شك تفسير خاطئ غير منسجم مع نص الحديث . إذ يلزم منه خلو جميع العصور بعد عصر عمر بن عبد العزيز من الخليفة بينما المفروض أن الدين لا يزال قائما بوجودهم إلى قيام الساعة . إن أحاديث الخلفاء اثنا عشر تبقى بلا تفسير لو تخلينا عن حملها على هذا المعنى ، لبداهة أن السلطنة الظاهرية قد تولاها من قريش أضعاف العدد المنصوص عليه في هذه الأحاديث فضلا عن انقراضهم أجمع وعدم النص على أحد منهم - أمويين أو عباسيين - باتفاق المسلمين . وبهذا الصدد يقول القندوزي الحنفي : ( قال بعض المحققين : إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديثه هذا ، الأئمة اثنا عشر من أهل بيته وعترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن نحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني هاشم ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : كلهم من بني هاشم ، في رواية عبد الملك ، عن جابر ، وإخفاء صوته صلى الله عليه وآله وسلم في هذا القول يرجح هذه الرواية : لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم . ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية ، لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلة رعايتهم . . . ويؤيد هذا المعنى - أي : أن مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأئمة الاثنا عشر من أهل
[1] أنظر أقوالهم في كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي 1 : 13 - 15 من القسم الأول ، وتفسير ابن كثير 2 : 34 عند تفسير الآية 12 من سورة المائدة ، وشرح العقيدة الطحاوية 2 : 736 ، وشرح الحافظ ابن القيم على سنن أبي داود 11 : 263 شرح الحديث 4259 ، والحاوي للفتاوى 2 : 85 .
83
نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 83