نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 174
قائلا : ( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) [1] . وهذه المعجزة وأمثالها من معاجز الأنبياء ، والكرامات التي أختص الله بها أولياءه ، قد أصبحت بمفهومها الديني أقرب إلى الفهم بدرجة أكبر بكثير في ضوء المعطيات العلمية الحديثة والإنجازات الكبيرة التي حققها العلماء بوسائلهم المادية . فلقد بدأنا نشهد من الاختراعات والاكتشافات التي لو حدثنا عنها سابقا لأنكرناها غاية الإنكار ثم ها هي بأيدينا الآن نستخدمها ونلهو بها أحيانا ، فمثلا ( التلفزيون ) ، فلقد كنا نقرأ في الروايات في أبواب الملاحم ( أنه سيكون في آخر الزمان يرى ويسمع من في المشرق من هو في المغرب . . ) . وربما عد بعضهم ذلك ضربا من اللامعقول ، ثم ها نحن نشهده ونشاهده . واستنادا إلى ذلك نقول : إن استبعاد أمر وإنكاره لمجرد عدم وجود حالة مماثلة أو مقاربة نشاهدها ، ليس مقبولا منطقيا وليس مبررا علميا ، إذا كان الأمر يقع في دائرة الإمكان العلمي والمنطقي ، وقامت عليه الشواهد والأدلة . ونظير تلك الأخبار المنبئة في تراثنا عن بعض الاكتشافات العلمية الباهرة ، الأخبار الأخرى المنبئة بإعجاز عن ظهور الإمام المهدي بما ينطبق تمام الانطباق مع معطيات الحضارة المعاصرة . فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد ، يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه في مكانه [2] .