نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 173
مفردة وعنوان ، فقد سجل القرآن الكريم نظائر ذلك حين أورد وأشار إلى حقائق علمية تتعلق بالكون وبالطبيعة وبالإنسان ، ثم جاءت التجارب العلمية الحديثة لتزيح عنها الستار أخيرا . ثم لماذا نذهب بعيدا وأمامنا القرآن الكريم يصرح ( بالإمكان العملي ) فيما يتعلق بعمر نوح عليه السلام [1] ؟ وكذلك صرحت الآثار النبوية بوجود أشخاص أحياء منذ قرون متطاولة ، كالخضر ، والنبي عيسى عليه السلام ، والدجال على ما نقله مسلم في صحيحه من حديث الجساسة . فلماذا نؤمن بمثل هذه الوجودات المشخصة ، مع أنهم ليس لهم من دور أو أهمية فيما يتعلق بمستقبل الإسلام إلا المسيح الذي سيكون وزيرا ومساعدا للمهدي وقائدا لجيوشه كما في الكثير من روايات الظهور . ولماذا ينكر البعض حياة المهدي الذي سيكون له ذلك الدور الأعظم ، يملأ الأرض قسطا وعدلا . . وينزل عيسى ليصلي خلفه [2] ؟ ! ! ثانيا : لو افترضنا قانون الشيخوخة قانونا صارما ، وإطالة عمر الإنسان أكثر من الحد الطبيعي والمعتاد هو خلاف القوانين الطبيعية التي دلنا عليها الاستقراء ، فالأمر بالنسبة للمهدي عليه السلام يكون حينئذ من قبيل المعجزة ، وهي ليست حالة فريدة في التاريخ . ثم إن الأمر بالنسبة للمسلم الذي يستمد عقيدته من القرآن الكريم والسنة المشرفة ليس منكرا أو مستغربا ، إذ هو يجد أن القانون الطبيعي الذي هو أكثر صرامة قد عطل ، كالذي حدث بالنسبة للنبي إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار العظيمة فأنجاه الله تعالى بالمعجزة ، كما صرح القرآن
[1] راجع بحث حول المهدي الشهيد محمد باقر الصدر . [2] اعترف بهذا خمسة من شارحي صحيح البخاري كما مر مفصلا في أول الفصل الثالث ، فراجع .
173
نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامى نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 173