نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 90
العقاب في الآخرة ، وما فعله عمر لزيادة ملكه وإظهار صيته ، وليس عليه في الآخرة منه لوم فأي دليل على صلاح باطنه ؟ ! وذكرت له أمثال ذلك مما يطول شرحه ، واتفق أهل النقل من الشيعة والسنة والمعتزلة على نقله وصحته ، فلم يمكنهم إنكاره ، ولهذا تأولوه بتكلفات تصغر عن النقل ، ويحكم بفسادها كل ذي عقل . وكان يجيبني في المجلس عن بعضها بما ذكروه من التكلفات ، فأرده بأيسر وجه ، وقلت له : إن اتباع الحق يحتاج إلى إنصاف ، وترك الهوى ، والتقليد المألوف ، وإلا فمعاجز نبينا ( ص ) والدالة على صدقه ، كالقرآن وانشقاق القمر لا تبقي لأحد شكا ، والكفار لما سلكوا التعصب والعناد والتقليد المألوف لهم ، نشزت أنفسهم عن قبول ذلك ، وقابلوه بالشبهات ، فبقوا على كفرهم . فاعترف بذلك . ودخلت إلى عنده يوما ، فرأيت بين يديه كتبا منها " صحيح البخاري " فتذكرت الأحاديث التي فيه " أن الأئمة اثنا عشر أميرا ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : ( إنه قال : ) كلهم من قريش " [1] . وثانيهما : إلى ابن عيينة قال : قال رسول الله ( ص ) : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا . ثم تكلم بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي : ماذا قال رسول الله ؟ فقال : قال : كلهم من قريش [2] . وروى بطريق آخر إلى ابن عمر قال : قال رسول الله ( ص ) : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان [3] .
[1] رواه البخاري في صحيحه 9 / 147 ح 79 كتاب الأحكام ، باب الاستخلاف بإسناده عن عبد الملك ، عن جابر بن سمرة . [2] رواه مسلم في صحيحه 3 / 1452 ح 6 كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش ، بإسناده عن ابن أبي عمر ، عن سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك بن عمر ، عن جابر بن سمرة . وذكر الحديثين في وصول الأخيار : 49 . [3] رواه في 3 / 1452 ح 4 كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش ، وفيه : " ما بقي من الناس اثنان " .
90
نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 90