نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 27
قال العباسي : إن الله يقول : * ( ومن يضلل الله ) * . ويقول : * ( طبع الله على قلوبهم ) * . قال العلوي : أما كلامك أنه في القرآن ، فجوابه : إن القرآن فيه مجازات وكنايات يجب المصير إليها ، فالمراد ( بالضلال ) أن الله يترك الإنسان الشقي ويهمله حتى يضل ، وذلك مثل قولنا : ( الحكومة أفسدت الناس ) فالمعنى أنها تركتهم لشأنهم ولم تهتم بهم ، هذا أولا وثانيا : ألم تسمع قول الله تعالى : * ( إن الله لا يأمر بالفحشاء ) * . وقوله سبحانه : * ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) * . وقوله : * ( وهديناه النجدين ) * . وثالثا : لا يجوز عقلا أن يأمر الله بالمعصية ثم يعاقب عليها ، إن هذا بعيد من عوام الناس فكيف من الله العادل المتعال سبحانه وتعالى عما يقول المشركون والظالمون علوا كبيرا . قال الملك : لا ، لا يمكن أن يجبر الله الإنسان على المعصية ثم يعاقبه ، إن هذا هو الظلم بعينه ، والله منزه عن الظلم والفساد * ( وأن الله ليس بظلام للعبيد ) * ، ولكن لا أظن أن أهل السنة يلتزمون بمقالة العباسي ؟ ثم يوجه الملك خطابه إلى الوزير قائلا : هل أهل السنة يلتزمون بذلك ؟ قال الوزير : نعم المشهور بين أهل السنة ذلك [1] ! قال الملك : كيف يقولون بما يخالف العقل ؟ قال الوزير : لهم في ذلك تأويلات واستدلالات .
[1] اعتبرت الشيعة العدل أحد أصول الدين ، بينما يعتقد أهل السنة أن الله سبحانه من حقه أن يدخل المطيع النار ويدخل العاصي الجنة ، وأن أفعال العباد مخلوقة وينبني على هذا أن الله سبحانه يخلق الشر والمعصية وبالتالي يصبح الإنسان مجبرا عليها . ( انظر تفاصيل هذه المسألة في شرح العقيدة الطحاوية وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والشرح والإبانة لابن بطة . وعقيدة أهل السنة للأشعري . وانظر لنا كتاب أهل السنة شعب الله المختار . .
27
نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 27