نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 68
فلا يقال : أدركت ببصري شيئا ولم أره . وأما أن كل صفة تمدح بنفيها فإثباتها نقص فإنه ظاهر ، كما تمدح بنفي الصاحبة ونفي الشريك . الوجه الثاني : قوله تعالى في قصة موسى - عليه السلام - جوابا لسؤال الرؤية : ( لن تراني ) [59] ولن لنفي الأبد . لا يقال : لو كانت الرؤية ممتنعة ، لما سألها موسى ، إذ منصب النبوة تنافي الجهل بذلك . لأنا نقول : الظاهر أن السؤال لقومه ، وإنما أضافه إلى نفسه ليكون أبلغ في الإعذار إليهم ، ويبين ذلك قوله تعالى حكاية عنهم : ( فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ) [60] . الوجه الثالث : ما روي من الأحاديث الصريحة من نفي الرؤية ، وهي كثيرة في كتب الأحاديث . [61] احتج المخالف بالعقل والنقل . أما العقل فقالوا : اشترك الجوهر والسواد في صحة الرؤية ، ولا بد من
[59] سورة الأعراف ، الآية : 143 . [60] سورة النساء ، الآية : 153 . [61] راجع التوحيد للشيخ الصدوق ، باب ما جاء في الرؤية . وفيها الأحاديث الصريحة في عدم إمكان رؤية الله . وقال الصدوق في آخر هذا الباب : ولو أوردت الأخبار التي رويت في معنى الرؤية لطال الكتاب بذكرها وشرحها وإثبات صحتها ، ومن وفقه الله تعالى ذكره للرشاد آمن بجميع ما يرد عن الأئمة - عليهم السلام - بالأسانيد الصحيحة وسلم لهم ، ورد الأمر في ما اشتبه عليه إليهم ، إذ كان قولهم قول الله ، وأمرهم أمره ، وهم أقرب الخلق إلى الله عز وجل ، وأعلمهم به صلوات الله عليهم أجمعين .
68
نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 68