نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 65
مجردا عن الجسم ، فيكون وجوده موقوفا على وجود الجسم ، وما توقف وجوده على وجود الحادث فهو حادث . الثالث : البارئ سبحانه ليس بمحل ، ولا يجوز عليه الحلول ، خلافا للغلاة [54] . والدليل عليه أن لو حل لكان إما أن يحل مع وجوب أن يحل ، أو مع الجواز ، ويلزم من الأول حدوثه تبعا لحدوث المحل ، ومن الثاني أن يحل في كل شئ أو في شئ دون شئ ، فهو ترجيح من غير مرجح . الرابع : البارئ تعالى لا يجوز عليه الاتحاد خلافا للنصارى . والدليل على ذلك أنه لو اتحدت ذاتان لكان إما أن تبقيا ، أو تعدما ، أو يعدم أحدهما ، فإن كان الأول ، فهما اثنان لا واحد ، وإن كان الثاني ، فمع العدم لا اتحاد ، وإن كان الثالث ، فالباقي غير متحد ، لاستحالة اتحاد الموجود بالمعدوم . الخامس : البارئ سبحانه ليس بمرئي خلافا للحشوية [55] ومن تابعهم من الأشعرية [56] . وقبل الخوض في ذلك لا بد من تحرير محل النزاع .
[54] الغلاة هم عدة طوائف من المسلمين غلوا في حق الأئمة - عليهم السلام - وحكموا فيهم بأحكام إلهية ، ومن اعتقاداتهم الحلول ، أي حلول الله في أبدان أوليائه مثلا . [55] هم جماعة يستندون في كل شئ من الأصول والفروع إلى رواية رويت من دون رعاية شرائط الحجية . واختلف في ضبطها فقيل بإسكان الشين لأن منهم المجسمة والمجسمة محشو ، والمشهور أنه بفتحها نسبة إلى الحشاء لأنهم كانوا يجلسون أمام الحسن البصري في حلقته فتكلموا بالسقط عنده فقال : ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة - أي جانبها - فسموا حشوية . راجع توضيح المراد للطهراني 577 ومعجم الفرق للأمين 97 . [56] هم أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ( 260 - 324 ) .
65
نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 65