نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 64
وقوله - عليه السلام - : إن الله خلق آدم على صورته : من الأخبار الشاذة ، ولو سلم لكان يمكن عود الضمير إلى آدم ، على أنه قد ذكر فيه قصة تزيل الريب ، وهو أنه - عليه السلام - رأى رجلا يضرب عبدا له [ فقال له ] : لا تضربه إن الله خلق آدم على صورته ، [53] فيكون الضمير على هذا التقدير عائدا إلى العبد . والله أعلم . الثاني : البارئ سبحانه ليس بعرض ، وقد عرفت أن العرض ما حل في الجوهر من غير تجاور . وتحقيق ذلك أن كل شئ قام بشئ فإما أن يكون جهة أحدهما مغايرة لجهة الآخر وإما أن لا يكون ، والأول هما الجوهران المتجاوران كالماء والظرف ، والجوهران المتماسان إن لم يكن أحدهما محيطا بصاحبه ، وأما الثاني وهو أن لا تكون جهة أحدهما مغايرة لجهة الآخر ، فالمحل جوهر والحال عرض . إذا عرفت هذا فنقول : لو كان عرضا بهذا التفسير ، لزم أن يكون حادثا ، لكن ذلك محال . أما الملازمة فلأنا بينا حدوث الجسم ، والعرض لا يوجد
[53] قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث 219 : وزاد قوم في الحديث : أنه - عليه السلام - مر برجل يضرب وجه رجل آخر فقال : لا تضربه فإن الله تعالى خلق آدم - عليه السلام - على صورته أي صورة المضروب . وراجع التوحيد للصدوق ص 153 و 103 ، وذيله للمرحوم السيد هاشم الطهراني ، والأربعين للقاضي سعيد القمي ص 219 ، ومصابيح الأنوار للسيد شبر 1 / 306 ، وأبو هريرة للسيد شرف الدين 66 ، واللوامع الإلهية للفاضل مقداد ابن عبد الله السيوري 101 ، ففي هذه الكتب ذكرت تأويلات هذا الخبر .
64
نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 64