نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 258
بالانحياز [30] عن صاحب الحق إلى من ينازعه إثارة للفتنة وطمسا لمعالم الدين ، فكان يؤثر مساعدة كل من ينازع عليا ، حتى لو اتفق منازع خارج عن الإسلام لآثروا الدخول معه . ولو سلمنا أنه لم ينازع لأمكن أن يكون ترك ذلك تقية وخوفا على نفسه . لا يقال : هذا قدح في الصحابة . لأنا نقول : بل هو قدح في المعاند للحق دون الخائف المستتر بالتقية . وعن الوجه الثالث : لا نسلم أن المراد من الاستخلاف المذكور في الآية الإمامة ، بل لم لا يجوز أن يكون المراد كونهم يخلفون غيرهم في الإقامة في الأرض والاستيلاء عليها إقامة وتصرفا كما قال : ( هو الذي جعلكم خلائف في الأرض ) [31] فيكون هذا المعنى عاما في المؤمنين كلهم ، وذلك أن أهل الكفر كانوا مستولين على الدنيا ، وكان المؤمنون مستضعفين خائفين مستترين بأديانهم فأخبر الله سبحانه بذلك تسلية لهم وتسكينا لقلوبهم . وهذا التأويل ممكن ، ومع إمكانه لا يبقى وثوق بما استدلوا به . [32] .
[30] كذا . [31] سورة فاطر ، الآية : 39 وسورة الأنعام ، الآية : 165 وهي هكذا : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) . [32] فالحق أن الآية الكريمة إن أعطيت حق معناها لم تنطبق إلا على المجتمع الموعود الذي سينعقد بظهور المهدي - عليه السلام - وبذلك وردت الأخبار عن أئمة أهل البيت - عليهم السلام - وإن سومح في تفسير مفرداتها وجملها . . . فالوجه أن الموعود بهذا الوعد الأمة ، والمراد باستخلافهم ما رزقهم الله من العزة والشوكة بعد الهجرة إلى ما بعد الرحلة ، ولا موجب لقصر ذلك في زمن الخلفاء الراشدين ، بل يجري فيما بعد ذلك إلى زمن انحطاط الخلافة الإسلامية . وأما تطبيق الآية على خلافة الخلفاء الراشدين ، أو الثلاثة الأول ، أو خصوص علي - عليه السلام - فلا سبيل إليه البتة . تفسير الميزان 15 / 170 .
258
نام کتاب : المسلك في أصول الدين نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 258