responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 94


السبيل لمختلف ألوان النشاط الاقتصادي تبعا لقدرته وهواه .
الحرية في المجال الشخصي :
حرصت الحضارة الغربية الحديثة على : توفير أكبر نصيب ممكن من الحرية لكل فرد في سلوكه الخاص ، وهو القدر الذي لا يتعارض مع حريات الآخرين ، فلا تنتهي حرية كل فرد إلا حيث تبدأ حريات الأفراد الآخرين .
وليس من المهم لديها _ بعد توفير هذه الحرية لجميع الأفراد _ طريقة استعمالهم لها ، والنتائج التي تتمخض عنها ، وردود الفعل النفسية والفكرية لها . . ما دام كل فرد حرا في تصرفاته وسلوكه ، وقادرا على تنفيذ ارادته في مجالاته الخاصة . فالمخمور مثلا لا حرج عليه ان يشرب ما شاء من الخمر ، ويضحي بآخر ذرة من وعيه وادراكه ، لأن من حقه ان يتمتع بهذه الحرية في سلوكه الخاص ، ما لم يعترض هذا المخمور طريق الآخرين ، أو يصبح خطرا على حياتهم بوجه من الوجوه .
وقد سكرت الإنسانية على أنغام هذه الحرية ، وأغفت في ظلالها برهة من الزمن ، وهي تشعر لأول مرة أنها حطمت كل القيود وان هذا العملاق المكبوت في أعماقها آلاف السنين قد انطلق لأول مرة ، وأتيح له ان يعمل كما يشاء في النور ، دون خوف أو قلق .
ولكن لم يدم هذا الحلم اللذيذ طويلا ، فقد بدأت الإنسانية تستيقظ ببطء ، وتدرك بصورة تدريجية ، ولكنها مرعبة : ان هذه الحرية ربطتها بقيود هائلة ، وقضت على آمالها في الانطلاق الإنساني الحر ، لأنها وجدت نفسها مدفوعة في عربة تسير باتجاه محدد ، لا تملك له تغييرا ولا تطويرا ، وانما كل سلوتها وعزائها _ وهي تطالع مصيرها في طريقها المحدد _ ان هناك من قال لها : ان هذه

94

نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست