responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 71


الذي خدعها بالحريات المزعومة ، وسلب منها أخيرا كرامتها وامتص دماءها ، ليقدمها شرابا سائغا للفئة المدللة التي يمثلها الحاكمون .
والفكرة في هذا الرأي ، القائل : بمعالجة المشكلة عن طريق تطوير الإنسانية وانشائها من جديد . . ترتكز على مفهوم الماركسية عن حب الذات . فان الماركسية تعتقد : ان حب الذات ليس ميلا طبيعيا وظاهرة غريزة في كيان الإنسان ، وانما هو نتيجة للوضع الاجتماعي القائم على أساس الملكية الفردية ، فإن الحالة الاجتماعية للملكية الخاصة هي التي تكون المحتوى الروحي والداخلي للإنسان ، وتخلق في الفرد حبه لمصالحه الخاصة ومنافعه الفردية . فإذا حدثت ثورة في الأسس التي يقوم عليها الكيان الاجتماعي وحلت الملكية الجماعية والاشتراكية محل الملكية الخاصة . . فسوف تنعكس الثورة في كل أرجاء المجتمع وفي المحتوى الداخلي للإنسان ، فتنقلب مشاعره الفردية إلى مشاعر جماعية ، ويتحول حبه لمصالحه ومنافعه الخاصة إلى حب لمنافع الجماعة ومصالحها ، وفقا لقانون التوافق : بين حالة الملكية الإسلامية ومجموع الظواهر الفوقية التي تتكيف بموجبها .
والواقع أن هذا المفهوم الماركسي لحب الذات ، يقدر العلاقة بين الواقع الذاتي ( غريزة حب الذات ) ، وبين الأوضاع الاجتماعية بشكل مقلوب . وإلا فكيف نستطيع أن نؤمن : بأن الدافع الذاتي وليد الملكية الخاصة ، والتناقضات الطبقية التي تنجم عنها ؟ ! فان الإنسان لو لم يكن يملك سلفا الدافع الذاتي لما أوجد هذه التناقضات ، ولا فكر في الملكية الخاصة والاستئثار الفردي . ولماذا يستأثر الإنسان بمكاسب النظام ويضعه بالشكل الذي يحفظ مصالحه على حساب الآخرين ، ما دام لا يحس بالدافع الذاتي في أعماق نفسه ؟ !
فالحقيقة أن المظاهر الاجتماعية للأنانية في الحقل الاقتصادي والسياسي

71

نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست