responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 70


كيف تعالج المشكلة ؟
والعالم أمامه سبيلان إلى دفع الخطر ، وإقامة دعائم المجتمع المستقر :
أحدهما : أن يبدل الإنسان غير الإنسان ، أو تخلق فيه طبيعة جديدة تجعله يضحي بمصالحه الخاصة ، ومكاسب حياته المادية المحدودة . . في سبيل المجتمع ومصالحه ، مع ايمانه بأنه لا قيم إلا قيم تلك المصالح المادية ، ولا مكاسب إلا مكاسب هذه الحياة المحدودة .
وهذا إنما يتم إذا انتزع من صميم طبيعته حب الذات ، وأبدل بحب الجماعة ، فيولد الإنسان وهو لا يحب ذاته ، إلا باعتبار كونه جزءا من المجتمع ، ولا يلتذ لسعادته ومصالحه ، إلا بما انها تمثل جانبا من السعادة العامة ومصلحة المجموع . فان غريزة حب الجماعة تكون ضامنة حينئذ للسعي وراء مصالحها وتحقيق متطلباتها ، بطريقة ميكانيكية وأسلوب آلي .
والسبيل الآخر ، الذي يمكن للعالم سلوكه لدرء الخطر عن حاضر الإنسانية ومستقبلها هو : أن يطور المفهوم المادي للإنسان عن الحياة ، وبتطويره تتطور طبيعيا أهدافها ومقاييسها وتتحقق المعجزة حينئذ من أيسر طريق .
والسبيل الأول هو الذي يحلم أقطاب الشيوعيين بتحقيقه للإنسانية في مستقبلها ، ويعدون العالم بأنهم سوف ينشؤنها انشاءا جديدا ، يجعلها تتحرك ميكانيكيا إلى خدمة الجماعة ومصالحها . ولأجل أن يتم هذا العمل الجبار ، يجب أن نوكل قيادة العالم إليهم ، كما يوكل أمر المريض إلى الجراح ، ويفوض إليه تطبيقه وقطع الأجزاء الفاسدة منه ، وتعديل المعوج منها . ولا يعلم أحد كم تطول هذه العملية الجراحية التي تجعل الإنسانية تحت مبضع جراح . وإن استسلام الإنسانية لذلك لهو أكبر دليل على مدى الظلم الذي قاسته في النظام الديمقراطي الرأسمالي

70

نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست