responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 32


ليست هي اشباع حاجات هذا الفرد أو ذاك ، وانما هي ايجاد التوازن العادل بين حاجات الافراد كافة وتحديد علاقاتهم ضمن الإطار الذي يتيح لهم اشباع تلك الحاجات . ومن الواضح ان التجربة العلمية على هذا الفرد أو ذاك ، لا تسمح باكتشاف ذلك الإطار ، ونوعية تلك العلاقات ، وطريقة ايجاد ذلك التوازن . . وانما يكتشف ذلك خلال ممارسة المجتمع كله لنظام اجتماعي ، إذ تتكشف خلال التجربة الاجتماعية مواطن الضعف والقوة في النظام ، وبالتالي ما يجب اتباعه لإيجاد التوازن العادل المطلوب ، الكفيل بسعادة المجموع .
أضف إلى ذلك : ان بعض الحاجات أو المضاعفات لا يمكن اكتشافها في تجربة علمية واحدة ، فخذ إليك مثلا هذا : الشخص الذي يعتاد الزنا ، فقد لا تجد في كيانه _ بوصفه انسانا سعيدا _ ما ينقصه أو يكدره ، ولكنك قد تجد المجتمع الذي عاش _ كما يعيش هذا الفرد _ مرحلة كبيرة من عمره ، وأباح لنفسه الانسياق مع شهوات الجنس . . قد تجده بعد فترة من تجربته الاجتماعية منهارا ، قد تصدع كيانه الروحي ، وفقد شجاعته الأدبية ، وارادته الحرة وجذوته الفكرية .
فليست كل النتائج ، التي لا بد من معرفتها لدى وضع النظام الاجتماعي الأصلح . . يمكن اكتشافها بتجربة علمية ، نمارسها في المختبرات الطبيعية والفسيولوجية ، أو في المختبرات النفسية . . على هذا الفرد أو ذاك وانما يتوقف اكتشافها على تجارب اجتماعية طويلة الأمد .
وبعد هذا استخدام التجربة العلمية الطبيعية ، في مجال التنظيم الاجتماعي ، يمنى بنفس النزعة الذاتية التي تهدد استخدامنا للتجارب الاجتماعية . فما دام للفرد مصالحه ومنافعه الخاصة التي قد تتفق مع الحقيقة التي تقررها التجربة وقد تختلف . . يظل ممكنا دائما أن يتجه تفكيره اتجاها ذاتيا ، ويفقد الموضوعية التي تتميز بها الأفكار العلمية ، في سائر المجالات الأخرى .

32

نام کتاب : المدرسة الإسلامية نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست