responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 78


العمّال لتسمع قول الناس فيهم وشكواهم وتنصفهم فيما يجب من دعواهم وتغلظ فيما ينبغي فيه الإغلاظ عليهم . وقد وقف أمير المؤمنين على ما حكيت من إقرار فلان بما أقرّ به من تناول ما لا ينبغي له تناوله / وأنّه ادّعى أنّ ذلك ممّا أبيح له ، فرأى أنّه كان ممّا ينبغي لك أن لا تقبل ذلك منه وأن تغلظ له فيه .
قلت : يا مولاي ، لمّا قال ما قال وادّعى بدعواه ، رأيت أن لا أعجل عليه حتّى أعرف ما يكون من مولانا ( ص ) في أمره وما ادّعى به .
قال : لقد كان في هذا كلام جملنا عنك فيه واعتذرنا لك منه ، فتحفّظ من مثله فيما تستقبله . انصرف راشدا وطب نفسا ، فليس لك عند أمير المؤمنين عليه السلام إلَّا ما تحبّه .
فشكرت له وانصرفت .
فتدبّرت الأمر في ذلك فرأيت أنّي قد سقطت فيه للإغفال ، وتبيّن لي فساد ما قدّمته من المقال ، بأن ذكرت ما رواه / لنا الرواة عن أئمّتنا عن رسول اللَّه ( صلع ) أنّه قال : إنّكم ستحدّثون ومن يأتي بعدي بما لم أقله . فمن بلغه عني حديث فليعرضه على كتاب اللَّه ، فإن وافقه فليقبله وليعلم أنّي قلته ، وإن خالفه ، فليدفعه وليعلم أنّي لم أقله ! وكيف أخالف كتاب اللَّه وإنّما هداني اللَّه به [1] ؟ وقول جعفر ابن محمد صلوات اللَّه عليه : ما جاءكم عنّا من صواب وحقّ ، فنحن قلناه فارووه عنّا ، وما جاءكم من باطل ينسب إلينا فادفعوه واعلموا أنّه كذب وافتراء علينا ! فعلمت أنّه كان من الواجب عليّ تكذيب الرجل فيما قاله ونسبه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ممّا لا يشبه أن يأمر / به ، وإن كنت لم أصدّقه فيه إلَّا أنّه كان ممّا ينبغي أن يرى من تظلَّم منه تكذيبي له فلا يكونون في شبهة منه .
وليس هذا بأوّل ما أثرناه من أولياء اللَّه ولا هو وحده اهتدينا بهم إليه . وكل علم علمناه أو فقه أفدناه أو هدى اقتبسناه ، فعنهم أخذناه ، ومنهم أثرناه ، ومن زواخر بحورهم اغترفناه ، وهم هداتنا إلى الحقّ ، وهم أئمّة الخلق صلوات اللَّه



[1] الحديث : لم نجده بهذا اللفظ في الكتب المشهورة وإنما ذكرت أحاديث كثيرة « في تعظيم الكذب على رسول اللَّه » ( ابن ماجة مقدمة 30 - 40 ، والترمذي ، 10 / 126 ) .

78

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست