فقال له عليّ : سل هذا ! وأومأ إلى الحسن ( ص ) . / فقال الأعرابيّ : يا ويلتاه ! مالي ولكم يا أصحاب محمّد ؟ أعجزتم عن الجواب ؟ كلَّما سألت واحدا منكم أحالني على آخر ! فقال له عبد اللَّه بن مسعود : سله يا أعرابيّ فإنّه من أهل بيت النّبوّة ! فسأله الأعرابيّ ، فقال له الحسن ( ص ) : يا أعرابيّ ، ألك إبل ؟ قال : نعم . قال : فخذ بعدّة البيض نوقا فاضربهم بالفحل ، فما حمل منهنّ وفصل من أولادهنّ ، فاجعله هديا . فقال الأعرابيّ : فرّجت عنّي فرّج اللَّه عنك ! وقام . فاستقبله عمر ، فقال : ما الذي قال لك ؟ فأخبره ، فقال : ارجع إليه ، فقل له : أما علمت أن النّوق يزلقن [1] ؟ فقال الحسن ( ص ) : قل للَّذي قال لك هذا / : أو ما علمت أن البيض يمزقن [2] ؟ فقام إليه أبوه ( ص ) فقبّل بين عينيه وقال : * ( « ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ [3] » ) * . قال عبد اللَّه بن مسعود : إنّ الذي فهّم هذا الغلام هذه القضيّة ، هو الذي فهّم سليمان بن داود عليهما السلام تلك القضيّة ، والذي أنطق العلام بالحكمة هو الذي أنطق يحيى بن زكريا بالحكمة . واللَّه لو ردّ هذا الأمر في نصابه لأكلوها خضراء خضرة عن أيمانهم وعن شمائلهم ! فقال عمر : يا ابن مسعود ، تؤلَّب علينا الناس ؟ فقال له الحسن عليه السلام : كنت تفتيه ولا ترشده إلينا [4] .
[1] يزلقن : يجهضن . [2] يمزتن : يفسدن . [3] آل عمران ، 34 . [4] نستغرب أن يصدر عن غلام حدث جواب كهذا إلى عمر بن الخطاب .