< فهرس الموضوعات > - الاعذار الجماعي سنة 351 < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 289 : - جيش فاطميّ هزمه الثوّار البربر لأنّه وثق بعدده وعدّته < / فهرس الموضوعات > لها عندنا حظَّ لما / بذلناها لهؤلاء ، وأومأ بيده إلى ما بين يديه من الأموال وإلى الناس من أهل بدو وحضر ، وهم يمرّون بين يديه بمن يطهّر من ولادهم ، ويعطي كلّ من يمرّ منهم من صغير وكبير وشريف ومشروف [1] . في ذكر النصر : 289 - ( قال ) وانتهى إلى المعزّ لدين اللَّه ( ص ) أنّ بعض البربر في الأطراف قطعوا على أهل رفقة قدمت من جهة المغرب فانتهبوا ما معهم ، فأخرج ( ص ) إليهم عبدا من عبيده ، وأخرج معه خيلا منهم ، وظنّوا وظنّ كلّ من رآهم أنّ بعضهم يستولي على أمثالهم فخرجوا مستخفّين بهم يتبادرون إليهم ، وقطعوا مسيرة عشرة أيّام أفي يومين وبعض يوم حتّى إنّ أكثر ( هم ) انقطعت / خيلهم ، ووقف كثير منها مبادرة منهم إليهم لئلَّا يفوتوهم ، وظنّوا أنّهم قادرون عليهم . واتّصل الخبر بالبربر فأدبروا هاربين بين أيديهم ، وأدركوهم فحملوا عليهم حملة رجل واحد مستخفّين بهم ، فاحتووا على بيوتهم ، وقتلوا جماعة منهم ، ومالوا على الغنائم والأموال ، فمال البربر عليهم ، وقد افترقوا ، فنالوا منهم وهزموهم ، وحال الليل فيما بينهم ، وذهب البربر فدخلوا في الرمال وفاتوهم ، وانصرف البعث . فقال المعزّ ( ص ) عند انصرافهم : نال هؤلاء ما نال أصحاب رسول اللَّه ( صلع ) يوم حنين كما حكى اللَّه ( عج ) بقوله : * ( « ويَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً ، وضاقَتْ / عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ [2] » ) * . واللَّه ما وثق قوم بأنفسهم قطَّ إلَّا وكلَّهم اللَّه إليها ، ولا استهانوا بعدوّهم إلَّا غلب عليهم . ولا توكَّل قوم على اللَّه قلَّوا أو كثروا وأخلصوا نيّاتهم له
[1] الطهور أو الختان أو الاعذار : لعل هذا الحديث جرى في اليوم الذي أمر فيه المعز ب « اعذار الأمراء بنيه : عبد اللَّه ، ونزار وعقيل » وكان ذلك سنة 351 في مستهل ربيع الأول ، وعمم الختان إلى كافة صبيان مملكته « فأمر ولاته وعماله من لدن برقة إلى أقصى سجلماسة ، وما بين ذلك إلى جزيرة صقلية وما « والاها ، في حضر وبدو ، وبحر وبر ، وسهل وجبل ، بطهور من وجد من أولاد سائر الخلق ، « حرهم وعبدهم ، وأبيضهم وأسودهم ، ودنيئهم وشريفهم ، ومليهم وذميهم ( هكذا ) ، لمدة شهر ، « وتوعد على ترك ذلك ، وأمرهم بالقيام بجميع نفقاتهم من مطعم وملبس ومشرب وطيب » ( المقريزي ، اتعاظ / 135 ) . وسيذكر النعمان هذا الحدث بالتفصيل فيما يأتي من هذا الجزء ( ص 556 ) . [2] التوبة ، 25 . وحنين واد بين مكة والطائف ، حارب فيه الرسول ( ص ) في اثني عشر ألفا ، وقال بعض الصحابة إعجابا بهذه الكثرة : لن نغلب اليوم من قلة . فغلبوا وبقي الرسول ( ص ) في جمع قليل ( انظر تفسير البيضاوي 2 / 280 ) .