< فهرس الموضوعات > 283 : - رغبة الدعاة في الاستزادة من علم الإمام وحكمته . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - المعزّ يعد النعمان بإنجاز ما يطلبون < / فهرس الموضوعات > أحصي ما سمعته ( عم ) يؤمّل ما قد رأيت اللَّه ( عج ) قد بلَّغه أمله فيه ممّا هو أصعب وأبعد من هذا الذي ذكره وتمنّاه ( ص ) ، حتّى لقد قلت له في بعض ما شاهدت من / ذلك : يا مولاي تمنّ وأكثر ، فما زلنا نرى أنّ اللَّه ( عج ) يبلغك كلّ ما تؤمّله . توقيع آخر : 283 - ( قال ) ولما نصب نفسه الشريفة لأخذ ميثاقه على المستجيبين إليه [1] ، وولي إخراج ما يقرأ عليهم على نحو ما تقدّم القول فيه ممّا يربّون به ، ويرتفع من يرتفع في درجات العلم الحقيقيّ له ، نصبني [2] ( صلع ) لقراءة ذلك عليهم لئلَّا يقع فيه نقص ولا زيادة ولا استحالة ، إذا كان مكتوبا في كتاب يقرأ بلا زيادة عليه ولا نقص منه . فكثر المستجيبون وعظمت رغباتهم ، وأقبلوا من كلّ أفق يقطعون البحار والقفار إلى ذلك من نيل رحمته ، وصارت لهم بكلّ مصر جماعة وألفة واجتماع على طلب العلم / والحكمة ، وبثّ فيهم ( صلع ) ما يقرأ عليهم ، وتواترت عليّ كتب جماعة من أهل ذلك من قريب البلدان وبعيدها يسألون الزيادة من فضله ونعمته . فرفعت ذلك إليه ، وسألته إسعافهم ببعض ما يخرجه به ليقرأ [3] على من بحضرته المرضيّة ، وأنهيت إليه رغباتهم وسؤالهم . فوقّع إليّ : كثّر اللَّه المؤمنين
[1] من بين رسوم الدعوة أخذ العهد والميثاق على المستجيبين - وهم الدعاة الجدد المتهيئون للدخول في الدعوة - والعهد والميثاق شرط أساسي في دخول المستجيب كلية في الدعوة ومفاتحته بأسرارها وترقيه في درجاتها . يقول حميد الدين الكرماني في رسالة الكافية ، ( مجموع الرسائل ص 411 ) : وإنما وجب أخذ العهود والمواثيق من الناس في دين اللَّه لحالين : أحدهما لكي تجب عليهم الحجة من جهة اللَّه بقبولهم ما يقبلونه من أوامر اللَّه ( تع ) وبذلهم القيام بها وان قصروا فيها ، فتكون مجازاتهم بحسب فعلهم بعد الميثاق . وثانيهما لكون الخلاف فيما بين الناس موجودا وامتناع الامر في الاطلاع على سرائر الناس فيمنع من كانت سريرته غير الاخلاص للَّه وفي اللَّه ، ولئلا يكون من يعاهد عينا وعدوا فيصلع على ما يدبره الامام أو الدعاة من المكر بأئمة الدين ، فيكون الاستضرار بمكانه فيما يراد من إقامة عبادة اللَّه ( عج ) على وجهها أكثر من الانتفاع به ، ثم ليكون الأمر في الميثاق إلى أمانته بعد الاستي ؟ ليستحق بالنقض إن نقض ما على الناقضين ، وبالوفاء ان وفى ما للموفين . ولذلك كان الأنبياء يبايعون الناس الذين يجيبون إلى دعوتهم . والعهد والميثاق رسم سابق من اللَّه ( تع ) ويقول المقريزي ، ( خطط ج 2 ص 227 ) بعد ذكر الآيات الدالة على العهد والميثاق ان الداعي يقول للمستجيب : « فأعطنا صفقة يمينك وعاهدنا بالمؤكد من أيمانك وعقودك أن لا تفشي لنا سرا ولا تظاهر علينا أحدا ، ولا تطلب لنا غيلة ولا تكتمنا نصحا ولا توالي لنا عدوا » . فإذا أعطى العهد قال له الداعي : « أعطنا جعلا من مالك نجعله مقدمة امام كشفنا لك الأمور وتعريفك إياها » فإذا امتنع المدعو أمسك عنه الداعي ، وان أجاب وأعطى ، نقله إلى الدعوة الثانية » . انظر صيغة العهد في المقريزي : خطط ج 2 ص 232 - 234 ، والغزالي : فضائح الباطنية ص 27 - 29 ، وأربع رسائل إسماعيلية ص 69 - 79 . [2] في « أ » و « ب » : ونصبني [3] ب : ليقرأه .