< فهرس الموضوعات > - سبب بناء المهديّة : توقّع المهديّ لفتنة أبي يزيد < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - المهديّ يتنبّأ للمنصور ، وهو جنين ، بكشف غمّة أبي يزيد < / فهرس الموضوعات > ثمّ قال المعزّ ( ص ) : كان المهديّ واحد الزمان وخبيئة آل محمد عليه وعليهم لسلام ، وعالمهم وكاشف جلباب / المحنة عنهم . ثمّ ذكر حديثا عنه ( صلع ) سمعناه قديما يذكر عنه ( عم ) : وذلك أنّه كان يرمز بمحنة تكون ، وفتنة تظهر ، ونفاق يشتمل على أكثر الأمّة ، ومن أجل ذلك ابتنى المهديّة وحصّنها ، وانتقل إليها . وكان يؤثر عنه أنّه إذا نظر إلى سورها العالي الحصين وأبوابها الحديد ، وتكلَّم على ذلك من يكون بين يديه ووصفوها بالمنعة ، وأنّه لم يبن مثلها ، يقول : كلّ ذلك إنّما أعددناه لمقام ساعة من النهار . فلم نكن ندري ما معنى قوله ذلك حتّى ظهر الدجّال مخلد بن كيداد ، وهاجت فتنته ، واشتملت على أكثر الأمّة . وجاء بمن كان معه حتّى وقف بباب المهديّة [1] ساعة من النهار / . وكان ذلك آخر ما انتهى إليه . ولم يزل بعد ذلك في نقص وانحطاط حتّى أقدر اللَّه ( تع ) المنصور ( ص ) [ عليه ] ففضّ جموعه ، وأخذه أسيرا برمقه بعد أن طلبه في الفيافي والقفار وشواهق الجبال ، حتّى أظفره اللَّه ( عج ) به ، وأمكنه منه ، وكشف به جلباب تلك المحنة ، وأطفأ به نارها . ثمّ ذكر المعزّ ( عم ) الحديث الذي كنّا نسمعه أيضا يؤثر عن المهديّ ( عم ) في كاشف هذه المحنة ، ومطفىء نار هذه الفتنة ، أنّه ذكره في بعض أيّامه ، فقال : صاحب هذا الأمر في هذا الوقت حمل في بطن أمّه ، وعن قريب يولد . وكان المنصور ( ص ) حملا في ذلك الوقت ، وكان عند المهديّ ( ص ) حمل فولد المنصور ( ص ) وولد / أبو الحسن للمهدي . وكانت أمّه قد قالت - وهي حامل به - للمهديّ : إنّي رأيت كأنّ القمر في حجري وأنا أرضعه . فلمّا ولد المنصور وأتي به المهديّ ليبارك عليه ، دعا بأمّ ولده أبي الحسن وقد ولدته [2] فدفع المنصور إليها وقال لها : أرضعيه مع ابنك . ففعلت مسرورة بذلك فرحة به . فلمّا أرضعته ، قال لها المهديّ ( ص ) : أتذكرين الرؤيا التي رأيت أنّك ترضعين القمر وهو في حجرك ؟ قالت : نعم يا أمير المؤمنين ( ص ) .
[1] ذكر المقريزي خبر بناء المهدية والموقع الذي اختاره لها المهدي ( اتعاظ الحنفاء ، 101 - 103 ) . [2] ولد المنصور برقادة في أول جمادى الثانية سنة 301 . وأبو الحسن ( أو الحسين ) عيسى بن المهدي ولد أيضا في هذه الآونة ، حسب كلام النعمان هنا . ومات عم المنصور هذا سنة 382 ( انظر ملاحق اتعاظ الحنفاء - الملحق 12 ) . وفي هذا الخبر يظهر ميل المهدي إلى المنصور وتنبؤه له بالخلافة منذ أن كان رضيعا .