< فهرس الموضوعات > 272 : - حسن معاملة المعزّ لشبّان كتامة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - سواء عاقب الامام أو أثاب ، فإنّما يطلب صلاح الأولياء < / فهرس الموضوعات > حديث في مجلس في فضل الأولياء ( عم ) : 272 - ( قال ) ودخل إليه ( صع ) رهط من كتامة قدموا من أعمالهم وارتضى سيرتهم فيها . وهم أحداث نشأوا في دولته ، ومضى آباؤهم وأجدادهم في أيّام الأئمّة الطاهرين من قبله . فأثنى عليهم خيرا وقال أما واللَّه لو تعلمون ما لكم ولجميع أوليائنا عندنا من الرضا والمحبّة لاستفزّتكم المسرّة ، وما نعرض عمّن نعرض عنه [1] منكم ونعاقب من نعاقبه / إلَّا تأديبا وتقويما لكي يزدادوا من الفضل والخير . ولو علم آباؤكم ومن مضى من أسلافكم قبل أن يموتوا ما لحقهم فيكم من بعدهم لتمنّوا الموت في أيّام حياتهم لما تطيب به أنفسهم لكم من بعدهم [2] إذ كانوا في دون ما أنتم فيه في أيّامنا ، وإن كان الأئمّة ( ص ) لم يتركوا في الإحسان إليهم ، فلم يبلغوا معهم ما بلغتم أنتم اليوم معنا . ولكلّ زمان حال توجبها الحكمة ويجري فيها بالعقوبة والرحمة . إنّا واللَّه إن قتلناكم فما نريد بكم إلَّا الحياة الدائمة إذا وجب تطهيركم بالقتل في العاجلة . وإن عاقبناكم بدون ذلك فما نعاقبكم حنقا عليكم ولا مقتا وبغضا لكم ، ولكنّا نفعل ذلك بأيدينا / تطهيرا لكم . وإن عفونا عنكم وأحسنّا إليكم فنحن أهل العفو والإحسان . فأنتم واللَّه معنا في كلّ الأحوال وعلى جميع الأمور كيفما تصرّفتم وجرى تدبيرنا فيكم ، على سبيل نجاة وخير وسلامة وغبطة . فاعرفوا حقّنا وفضلنا ، وسلَّموا لحكمنا وأمرنا ، ولا ترتابوا فينا ، ولا تشكَّوا بما نأتيه ونذره من أمركم كيفما جرت الأحوال بكم معنا ، تسلم صدوركم تظفروا بحظَّكم في دنياكم وآخرتكم . فشكروا له بما قدروا عليه وقبّلوا الأرض بين يديه ، وقالوا : نحن أمير المؤمنين عبيدك وصنائعك والمعترفون بفضلك ، فما أصبناه فبتقويمك تأديبك ، وما أخطأنا فيه ، فنحن نرجو فيه / رأفتك ورحمتك . فقال ( عم ) : يعصمكم اللَّه من الخطأ بتأديبنا وتقويمنا إذ لا نرى لأحد منكم زلَّة إلَّا نبّهناه ، ولا غفلة إلَّا أيقظناه ، ولا تخلَّفا إلَّا حرّكناه ، ولا تقصيرا إلَّا وعظناه . فليس يهلك مع هذا إلَّا الشقيّ الذي غلبت عليه شقوته ، واللَّه يعيذكم من الشقوة بولايتنا وجميل رأينا فيكم إن شاء اللَّه تعالى .
[1] أ : عن من نعرضه منكم . [2] ب : في أيام حياتهم التطيب به الأئمة من بعدهم .