بسم الله الرحمان الرحيم الحمد للَّه الذي أكرمنا بولاية أوليائه ، وفضّلنا بإمامة الأئمّة من أهل بيت نبيّه وهدانا بنورهم ، وبصّرنا سبلهم ، وأنعم علينا بهم فيما له علينا من النّعم ، بما لا نحصيه ، حمدا يحبّه ويرتضيه ، ويوجب المزيد من نعمه عليه . وصلَّى اللَّه على محمد / نبيّه وعلى الأئمّة الطاهرين من أهل بيته . أمّا بعد ، فإنّا لمّا أثرنا ما أثرناه من الفضائل والحكمة والعلم والمعرفة عن أسلاف أئمّتنا بنقل من أدّى ذلك عنهم إلينا من صالحي إخواننا ، وأخاير أسلافنا ، وكان لهم بما يحملونه من ذلك إلينا فضل المبلَّغ الحامل ، وثواب الصادق الناقل ، دعتنا الرغبة في ثواب ذلك إلى نقل ما سمعناه ، وتأدّى إلينا ورويناه ، وأثرناه عمّن شاهدناه وأدركناه منهم ، صلوات اللَّه عليهم ، إلى غيرنا ممّن غاب عن ذلك / من أهل عصرنا ، لينقلوا ذلك عنّا إلى من يأتي من بعدنا ، كما نقل إلينا ما أثرناه ، من أدركناه عمّن مضى من قبلنا . فقد روينا [1] عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، فيما نقل الرواة إلينا من أئمّتنا أنّه قال ( صلع ) : رحم اللَّه امرءا سمع مقالتي فوعاها وبلَّغها من لم يسمعها ،
[1] تساءل آصف فيضي طويلا في مقدمة « دعائم الاسلام » ( ص 19 من طبعة 1969 ) عن قراءة « روينا » أبا لمعلوم هي أم بالمجهول ، وآثر أن يقرأها : روينا بضم الفاء وتشديد العين .