responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 444


ثمّ قال له في كتابه ( عم ) :
ولا ترى أنّ دعوة أهل أقريطش قبل اليوم إلى غيرنا وقد أنابوا / اليوم إلينا واستغاثوا بنا ، ممّا يوجب لك عندنا تمام الموادعة بتركهم إليك وترك اعتراضك فيهم . إنّ امتناع أهل الباطل من أهل الحقّ ليس بمزيل حقّهم وإن تغلَّبوا عليه دونهم ، بل هو لهم بتصيير اللَّه ( تع ) إيّاه إليهم . فأقريطش وغيرها من جميع الأرض لنا ، بما خوّلنا اللَّه منها وأقامنا له فيها ، أطاعنا منها من أطاع وعصانا من عصى ، وليس بطاعتهم يجب لنا أن نملك ولا بعصيانهم يحقّ علينا أن نترك ، ولو كان ذلك لكان الأمر إليهم لا للَّه ( تع ) الذي خوّلنا ولا لنا ، إن شاؤوا أعطونا وإن أحبّوا منعونا ، كلَّا ! إنّ ذلك للَّه الذي له ما في السّموات وما في / الأرض وهو الذي اصطفانا وملَّكنا وأعطانا ، ولو كان ذلك للخلق لما وسعنا قتال من امتنع منهم علينا ولا ردّ ما انتزعوه بالغصب من أيدينا إذا أقدرنا اللَّه على ذلك وبه قوّانا .
فإن قلت أنت غير ذلك ، وأنت ترى أنّ ما في يديك لك ، فقد كان رومانس [1] تغلَّب عليك وعلى أبيك من قبلك ، ثمّ دارت لكما عليه الدائرة .
فإن رأيت أنّ من احتجز شيئا وتغلَّب عليه فهو له دون صاحب الحقّ الذي ملكه ، فلم يكن لك ولا لأبيك القيام على رومانس ولا انتزاع ما صار إليه من بين يديه . فهذه سبيل أهل الحقّ عندنا . فإن اعترفت / لها فقد أنصفت ، وإن جهلتها لم يكن جهلك إيّاها حجّة على من عرفها . وعهدك إن تماديت على حرب من أناب إلينا منبوذ إليك ، فانظر لنفسك ولأهل ملَّتك فإنّا مناجزوك وإيّاهم الحرب بعون اللَّه لنا وتأييده ، ولا حول ولا قوّة إلَّا به .
وفي مثل ذلك إلى صاحب مصر :
( قال ) واستمدّ أهل أقريطش هؤلاء صاحب مصر وهم من أهل دعوته تجمعهم دعوة آل عبّاس ، ومراكبهم بخيرات بلدهم وأطعمتها تمير أهل مصر ، وهداياهم تصل إلى عمّالها ، فعجز عن نصرتهم . وسأل من ينظر لأمير المؤمنين فيما قبله في أن يكتب إليه ( صلع ) في إغاثتهم واستنقاذهم ، وأرسل /



[1] رومانوس : هو Romain Lecapene الذي اغتصب الحكم من قسطنطين السابع سنة 919 ( فصل الدشراوي ، ص 314 تنبيه 30 ) .

444

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست