< فهرس الموضوعات > - خرافة الصنم المعبود عند الفاطميّين الذي ينثر لهم الذهب < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 217 : - لا إفراط في التقشّف < / فهرس الموضوعات > قال : ما أعرفه يا أمير المؤمنين ، وفيما قلته محض الإيمان واليقين . قال : بلى ! لقد بلغنا أنّه قيل لك إنّا نعبد رأسا عندنا يكلَّمنا ونسجد له من دون اللَّه وينشر لنا من فيه الدنانير . قال : سمعنا من يقول ذلك . قال له أمير المؤمنين : فأيّ رأس قالوا هذا الرأس ، رأس إنسان أم بهيمة أم حيّة أم ما هو ؟ قال : لا أدري ما يقولون لعنهم اللَّه . فقال ( عم ) : بلى واللَّه ، إنّا لنعبد رأس كلّ شيء وإلاهه وخالقه : اللَّه ربّ العالمين ، وهو الذي أعطانا وفضّلنا واصطفانا وكرّمنا . قال : كذلك هو واللَّه يا أمير المؤمنين . قال أمير المؤمنين : فالعجب من / هذه العقول الناقصة والأوهام الفاسدة التي تقبل مثل هذا المحال من المقال وينطبع فيها ويثبت عند أهلها حتّى ينسبوه إلى أحد أو يقبلوه من قول قائل ، أو أن يصدّقوا به لو قد رأوه بأعينهم أو سمعوا من يدّعيه بآذانهم [1] . كلام في مجلس في تناول ما أحلّ اللَّه وترك الرّباء [2] بتركه : 217 - ( قال ) وذكر ( صلع ) الشهوات وقول اللَّه ( تع ) : * ( « أَضاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَواتِ [3] » ) * . فقال : إنّما عنى اللَّه ( عج ) بهذا القول الشهوات المحرّمات . فأمّا من اشتهى ما أحلّ اللَّه وأباحه فلا حرج عليه فيه أن يناله إذا قدر عليه وأمكنه . إنّ اللَّه ( عج ) قد خوّلنا وأعطانا من الدّنيا ما أعطانا ، فما أعلم أنّي حرمت نفسي / ما أشتهيه منها ، ولكنّ اللَّه بفضله وإحسانه إليّ عصمني من أن أشتهي شيئا حرّمه عليّ ، لا واللَّه لا أنظر إلى محارم اللَّه إلَّا بعين المقت لها ولا تميل نفسي بحمد اللَّه وفضله عليّ إلى شيء منها ، وإنّ المعاصي عند الظالمين
[1] تعرض فرحات الدشراوي إلى هذه « المناظرة » في الفصل الذي كتبه عن أسر ابن واسول في مجلة « الكراسات التونسية » سنة 1956 ص 295 . [2] أي عدم الافتخار والتبجح بحرمان النفس مما أحل اللَّه لها . [3] مريم ، 59 .