< فهرس الموضوعات > - يقتنعون بعدها بشرعيّة الجباية . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - التي بفضلها يقيم الامام الأمن في البلاد < / فهرس الموضوعات > قلت / : ولا في منازلكم ؟ فجعلوا يتعجّبون من كلامي كأنّهم رأوني غريبا ولا أعلم حال البلد . قلت : أفما تعلمون أنّ هؤلاء وأمثالهم أقوى منكم أبدانا وأنكى وأشجع وأكثر عددا ؟ قالوا : نعم . [ قلت ] : وأنتم أغنى وأيسر وأكثر نعما وأهلا ؟ قالوا : بلى . قلت : فما الذي يمنعهم من التّوثّب عليكم وأكل أموالكم وانتهاك حريمكم ؟ قالوا : يمنعهم من ذلك خوف السّلطان . قلت : وبماذا قدر عليهم السّلطان ؟ أليس بالرّجال الذين يرزقهم ويجري عليهم ؟ قالوا : نعم . قلت : وبذلك دفع العدوّ عنكم وعن غيركم وأمنتم على أنفسكم وأموالكم وأهلكم ؟ قالوا : نعم . قلت : فلم تتعاظمون أن يأخذ منكم لذلك يسيرا / من كثير وقليلا من جليل ؟ فجعلوا يعترفون بالنّعمة وقالوا : جزاك اللَّه خيرا ! لقد صدقت فيما قلت لنا وسهّلت الأمر علينا وعرّفتنا من العواقب ما قد كان غاب عنّا . وجعلوا يتفاوضون في ذلك ويذكرون قدر النّعمة عليهم فيه . وأكثر النّاس همج لا يحاسبون أنفسهم ولا ينزّلون الأمور عندهم ، فيريدون من ولاة أمرهم أن يدفعوا عنهم ويجاهدوا عدوّهم ويكفّوا أيدي المتطاولين عليهم عنهم ، وينفقون في ذلك ويرزقون من يقوّونه بلا مؤنة عليهم ولا واجب يقيمونه لهم ، ولا فرض ممّا افترضه اللَّه يؤدّونه إليهم . كأنّ الذي ينفقونه على مصالحهم يقطعونه / من الجبال أو يغرفونه من البحار أو يقيمونه بملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يسألونهم شيئا على ما يعملون . فهم في ذلك كمن حكى اللَّه تعالى