responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 338


< فهرس الموضوعات > - يقتنعون بعدها بشرعيّة الجباية . .
< / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - التي بفضلها يقيم الامام الأمن في البلاد < / فهرس الموضوعات > قلت / : ولا في منازلكم ؟ فجعلوا يتعجّبون من كلامي كأنّهم رأوني غريبا ولا أعلم حال البلد .
قلت : أفما تعلمون أنّ هؤلاء وأمثالهم أقوى منكم أبدانا وأنكى وأشجع وأكثر عددا ؟
قالوا : نعم .
[ قلت ] : وأنتم أغنى وأيسر وأكثر نعما وأهلا ؟
قالوا : بلى .
قلت : فما الذي يمنعهم من التّوثّب عليكم وأكل أموالكم وانتهاك حريمكم ؟
قالوا : يمنعهم من ذلك خوف السّلطان .
قلت : وبماذا قدر عليهم السّلطان ؟ أليس بالرّجال الذين يرزقهم ويجري عليهم ؟
قالوا : نعم .
قلت : وبذلك دفع العدوّ عنكم وعن غيركم وأمنتم على أنفسكم وأموالكم وأهلكم ؟
قالوا : نعم .
قلت : فلم تتعاظمون أن يأخذ منكم لذلك يسيرا / من كثير وقليلا من جليل ؟
فجعلوا يعترفون بالنّعمة وقالوا : جزاك اللَّه خيرا ! لقد صدقت فيما قلت لنا وسهّلت الأمر علينا وعرّفتنا من العواقب ما قد كان غاب عنّا . وجعلوا يتفاوضون في ذلك ويذكرون قدر النّعمة عليهم فيه .
وأكثر النّاس همج لا يحاسبون أنفسهم ولا ينزّلون الأمور عندهم ، فيريدون من ولاة أمرهم أن يدفعوا عنهم ويجاهدوا عدوّهم ويكفّوا أيدي المتطاولين عليهم عنهم ، وينفقون في ذلك ويرزقون من يقوّونه بلا مؤنة عليهم ولا واجب يقيمونه لهم ، ولا فرض ممّا افترضه اللَّه يؤدّونه إليهم . كأنّ الذي ينفقونه على مصالحهم يقطعونه / من الجبال أو يغرفونه من البحار أو يقيمونه بملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يسألونهم شيئا على ما يعملون . فهم في ذلك كمن حكى اللَّه تعالى

338

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست