مناخ بإفريقيّة . فكأنّما مناخاته بين يدي القائم بأمر اللَّه ( عج ) أراد أن يبنيها ويسبقه إليها ، وكره المهديّة وأبغض المقام بها كأنّه كان يرى ما يصير إليه أمرها من الحصار والضّيق والمحنة وما يحلّ بمن فيها من الفتنة . وإن كانت العاقبة بحمد اللَّه آلت إلى خير بعد ذلك وإلى السّرور والفرح والعزّ والنّصر ، وصل اللَّه ذلك وأدامه وفسح أيّامه . رؤيا رآها المعزّ ( صلع ) : 169 - ( قال ) وسمعته ( صلع ) يقول : لمّا أردت بناء القصر المعروف / بقصر البحر واحتفار البحر فيه ، وقفت في الموضع الذي أردت إحداث ذلك فيه وقسته . وكنت على أن آمر بالابتداء في ذلك إلى مثل مدّة شهر ، ثمّ نمت من الليل ، فكأنّي رأيت أنّي وقفت حيث كنت ، والعبيد عن بعد منّي ، إذ نظرت إلى رجل مقبل إليّ ، فجعلت أتعجّب من دخوله إلى مثل ذلك الموضع الذي دخل إليّ فيه بلا إذن . ثمّ جعلت كأنّي حلمت عنه وتركته حتّى قرب منّي . فنظرت إلى رجل شابّ حسن الوجه معتدل القامة خفيف العارضين ، عليه ثياب نظيفة وطيلسان رقيق ، فسلَّم عليّ وأومأ إلى أن يقبّل يدي ، فرفعتها عنه فقبّل عضدي ، وقال : ما أوقفك ههنا ؟ فتبسّمت / وقلت : بينما نحن نريد أن نسألك ما أدخلك إلينا بلا إذن منّا لك في الدّخول ، أو صرت أنت تسألنا عن وقوفنا في موضعنا ؟ فقال : أفتأمن على نفسك من مثلي لو أراد بك سوءا ههنا ؟ قلت : أفما ترى من حولك من عبيدنا ؟ قال : وأين هم ؟ فنظرت فلم أر أحدا . فاستربته في نفسي ، فقال لي : إنّما أتيتك أسألك عمّا تريد أن تصنع ههنا . قلت : ومن أنت ؟ قال : تريد أن تعرف [1] من أنا ؟ قلت : أحبّ ذلك . قال : أنا بطليموس . قلت : أيّ بطليموس أنت ؟