سمّي ذلك منهاجا وطريقا وسبيلا ومسلكا ونحو ذلك على المجاز لا على الحقيقة لأنّه / ليس بطريق في الحقيقة ، ولو كان طريقا لأشبه الحقّ ولكان ذا أصل ، وإنّما هو كما مثّلنا لمن سلك فيه كالمجهول في الأرض الذي لا طريق فيه ، وسمّي طريقا على المجاز لأنّ الضالّ عن الطريق تطرّق به فاتّخذه طريقا لنفسه ، لا في طرق له وأثر [1] ممّن اهتدى إلى الموضع المقصود قبله . وهذا مثال الحقّ والباطل . 164 - ثمّ قال ( صلع ) : وهذا تمثيل مثّله المنصور باللَّه نضّر اللَّه وجهه وصلى اللَّه عليه وأثبته في كتاب الإمامة الذي قد كان بسطه . في ذكر من يكثر معايب النّاس ، والعيب فيه : 165 - ( قال ) وسمعته ( صلع ) يقول : إذا سمعتم أحدا يكثر معايب الناس ويرميهم / بعيب يكثر ذكره ، فاعلموا أنّ ذلك العيب فيه . فإنّا نأثر عن جدنا عليّ ( صع ) أنّه سمع امرأة تسبّ أخرى وترميها بالفاحشة ، والأخرى لا تقول ذلك لها . فقال : أخلق بما تقوله أنّه فيها وأنّ التي رمتها بذلك بريئة منه . فسئل عن حالهما فوجدتا كما قال صلَّى اللَّه عليه وعلى الأئمّة من ذرّيته الصادقين [2] .
[1] في النسختين : وأثره من اهتدى . والقراءة ظنية . [2] ختم هذا الجزء بعبارة : تم الجزء الرابع عشر : وهو نصف الكتاب ، والحمد للَّه رب العالمين ، وصلى اللَّه على محمد وعلى آل محمد الطاهرين الأبرار الصادقين ( في النسختين ) .