< فهرس الموضوعات > 121 : - لا يقبل المعزّ الإتاوة من العمّال الجائرين < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 122 : - المعزّ يحثّ عمّاله على التلطَّف في رفع الشكاوى إليه . . < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - رحمة بالمذنبين ودرءا للغضب السريع < / فهرس الموضوعات > فقال ( صلع ) : واللَّه لو قدم بأموال أوّلها عندي وآخرها في عمله وصحب ذلك بعض ما صحبه من الشكوى ، ما كان زكا لذلك عندي له موقع . فلو لم يأت إلَّا بحسن الثّناء عليه لوقع ذلك عندي موقعا . إنّا واللَّه ما أمرناهم أن يدّعوا لنا حقّا إلَّا أخذوه ولا أمرناهم بظلم أحد ولا بالتجاوز إليه ، فمن خالف ما قد أمرناه به فاللَّه المنتقم منه . أما واللَّه لو صحّت [1] لنا شكوى من اشتكاه لما قصّرنا عن إقامة الحقّ للَّه فيه والإنصاف لمن ظلمه منه ، ولكنّا نسمع الشكوى فلا نجد لها تثبيتا ويأتي / من الرعيّة من يبطلها ، ويشكر من شكي ويزكَّيه ويحمد سيرته ويثني عليه ، فنوقف الأمر إلى تبيينه . ولو صدقنا الناس وأنصفونا من أنفسهم وقالوا حقّا لهم وعليهم ووجدنا منهم من نأمنه ، لحسنت أحوالهم واستقامت أمورهم ، ولكنّهم من أنفسهم يؤتون . واللَّه يجزينا بما نضمره لهم ونؤمّله من الخير فيهم إن شاء اللَّه . كلام ذكر في مجلس في فضل التّلطَّف : 122 - ( قال ) وسمعته ( صلع ) يوما يذكر بعض عبيده ممّن استكفاه جليلا من خدمته فأثنى عليه خيرا وقال : ما كلَّفته عملا فاستنكف عنه ولا ضجر منه ولا عجز عن احتماله ، ولا ناله أحد بمكروه فشكاه إليّ ولا رفع إليّ أمرا علمت منه فيه / حيفا على أحد [2] ، ولا ضيّع لي واجبا . وإنّه ليرفع إليّ الأمر الذي لا بدّ من رفعه ممّا يكون فيه ما يوغر الصّدر فيتلطَّف في ذلك ولا يورده دفعة ولكنّه يأتي بما لا بدّ من رفعه منه شيئا بعد شيء ليسهل أمره . واستحسن ذلك من فعله وقال : إنّ الإمام إذا رفع إليه الأمر لم يسعه إلَّا إمضاء الحقّ فيه ، وقد يكون في بعض ذلك بعض المكروه ، فمن استطاع أن يصلح ذلك دوننا فليفعل ، فإنّ الحقّ ثقيل إلَّا على من خفّفه اللَّه ( عج ) عليه . وهذا كقول رسول اللَّه ( صلع ) لصفوان بن أميّة [3] وقد أتاه برجل سرق له رداء فأمر رسول اللَّه ( صلع ) بقطع يده ، فقال صفوان : يا رسول اللَّه
[1] من : واللَّه ما أمرناهم إلى : لو صحت : سقطت من ب . [2] سقطت « أحد » من أ . [3] صحابي من أشراف قريش جاهلية وإسلاما ، كان من المؤلفة قلوبهم . توفي بمكة سنة 41 / 661 ( انظر الإصابة : 2 / 181 ، الاستيعاب 2 / 176 وتهذيب التهذيب لابن حجر 4 / 424 ) .