responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 223


فقبّلوا الأرض بين يديه وقالوا : يتفضّل مولانا برحمته ويمنّ برحمته ويمنّ علينا بفضله .
فقال : دمتم على ما رغبتم من طلب [1] واجتهاد ، فأنتم على خير يفيد الواحد منكم الشيء بعد الشيء فيلقنه ويحفظه ويعمل به فينفعه اللَّه بعلمه ، إنّ اللَّه عزّ وجل أقدر القادرين وأحكم الحاكمين ، لم يعط خلقه ما أعطاهم من نعمه دفعة واحدة ولا أكمل خلقهم بمرّة ، لكنّه خلق الإنسان من تراب ، ثمّ من نطفة ثمّ صيّره علقة ثمّ مضغة ثمّ عظما / ثمّ كسا العظم ثمّ نفخ فيه الروح ثم أخرجه طفلا فغذّي باللَّبن وقتا ثمّ بلطيف الغذاء ، ثم كذلك بشيء بعد شيء إلى أن أكمل خلقه ، وقد كان قادرا على أن يعطيه دفعة واحدة ، ولكن فعل ذلك بحكمة وقدرة .
فارغبوا في حياة أنفسكم إذا رغب الناس في حياة أجسادهم ، فإنّ حياة الأنفس هي الحياة الدائمة ، والصفقة في خلاصها هي الصفقة الرابحة ، وقد فتح اللَّه لكم ما أغلقه عن غيركم ، وتهيّأ لكم من الزمان والإمكان ما لم يكن تهيّأ لمن قبلكم ، فبادروا إلى ما فيه سعادتكم ولا تتخلَّفوا فتكونوا وبالا على أنفسكم وعلى من يأتي بعدكم ، واطلبوا النّجاة طلب من عرف / قدر الحياة واحذروا الفوت حذر من علم مصيبة الموت ، اجتهدوا وجدّوا ، واعتزموا واستعدّوا ، فكونوا كقوم صيح بهم فهبّوا وأوقظوا فاستيقظوا ! ومرّ مستحضرا في مثل هذا من الموعظة بكلام بليغ لم أحك منه كما قدّمت ولا كلّ الذي ذكرت إلَّا معناه بعد بذل المجهود في إصابة اللفظ بعينه ، وأرجو أنّي أصبت منه كثيرا إن شاء اللَّه تعالى ، وبعد أن [2] لم أتعمّد نقصا ولا زيادة بحمد اللَّه .
فلمّا سمعت ما غمرني من الفضل وبهظني من الحكمة رجوت من أصحابنا رغبة يكون بها درك الأمنية ، فحرّكت من عن يميني وعن شمالي منهم / كذلك ، فكلاهما قالوا [3] : نقول ذلك في وقت القيام ، وأمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه مجدّ في الموعظة ، إلى أن وقف خادم فقال : قد قرب وقت الصلاة يا أمير المؤمنين .



[1] في الأصل : وطلب .
[2] هكذا في الأصل : والتعبير مختل .
[3] هكذا في الأصل : ولعله يعني الجماعة في الفريقين .

223

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست