< فهرس الموضوعات > - داع زاغ وعفا عنه المعزّ . .
< / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 95 : - وسرّحه بمعروف . .
< / فهرس الموضوعات > حديث في صنع اللَّه لوليّه :
96 - ( قال ) وسمعته صلوات اللَّه عليه يذكر رجلا كان طرأ إليه من المشرق ورأيناه وعرفناه . قال : كان ممّن أذن له في موضعه في الدعوة إلينا قديما .
أطلق له ذلك بعض من فوّضنا ذلك / إليه من دعاتنا فكان يتّصل بنا عنه من سوء الحال وقبيح الانتحال وتغيير دين اللَّه وتحريفه والتقوّل بالباطل فيه ، ما قد شقّ علينا واغتممنا به . ثمّ هيّأ اللَّه مصيره إلينا وقدومه علينا فأنزلناه وأجرينا عليه ، وأمرنا من نثق به من أوليائنا بمفاوضته واستخراج ما عنده ، فإذا هو بحسب ما وصف عنه ، ورفع إلينا فيه ، وأسوأ حالا من ذلك . فلمّا استنفدنا ما عنده ، ووقفنا على ما يعتقده ، أنكرنا ذلك عليه ، ووعظناه فيه واستتبناه منه ، فأظهر توبة وقبولا ورجوعا إلى الحقّ وإنابة ، وأخذنا عليه . ثمّ سألنا تسريحه إلى مكانه فأمرناه بالتأهّب لذلك وأجزناه فأحسنّا / جائزته .
فرفع إلينا جماعة ممّن كان من أضيافنا معه يخاليه ويفاوضه أنّه إنّما أراد التخلَّص منّا ، وأنّه عزم على الرجوع إلى ما كان إليه وأن ينشره عنّا بموضعه وغيره ، ويجول في الآفاق ، إذ به قد صدر عنّا تسريحه ، وانصرف عن بابنا لما يريده من التأكَّل بذلك من أموال الناس ، مع ما يورّطهم فيه من المهالك ، ويزرع فيهم من سوء الانتحال ، ورفع ذلك إلينا من رفعه من أوليائنا رفع نصيحة ، وذكر أنّه إن صار إلى أيّ مكان أفسده وأتلف أهله ، وأنّ حبسه بالحضرة واعتقاله دون ذلك صلاح . وتبيّن لنا ذلك ، وكان الذي يوجبه التدبير استهلاكه واجتياحه ، وأن يكون أقلّ ذلك حبسه واعتقاله . ثمّ نظرنا في / واجب قصده إلينا من قبل أن نقدر عليه ، وفي الذي أظهره من توبته ، وأنّ الذي يخشى منه لم يكن بعد فعله فيوجب ذلك عقوبته ، وإن كان قد تهيّأ واستعدّ له ، فرأينا إيثار الحقّ فيه ، وقلنا : إن كان قد اعتقد سوءا فاللَّه يكفيه ، ولا نكون نأتي أمرا فيه شبهة . فأذنّا له في الانصراف .
فلقد انصرف وما ودّعنا خوفا من أن يعوق في المقام عائق . وأنفذناه مع عاملنا على / ب / رقة في حين انصرافه وأمرناه بحسن صحابته وبرّه وإكرامه وقضاء حوائجه .

198