< فهرس الموضوعات > - وخاب الأندلسيّون في غزو المراسي الفاطميّة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - هدنة سنة 346 / 957 بين المعزّ والروم بعد انتصاره عليهم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 91 : - الناصر الأمويّ يطلب بدوره الصلح من المعزّ . . < / فهرس الموضوعات > بلدهم ، واتّبعهم إلى ما هناك فلقوه في البحر أيضا فهزمهم ، فنزل عسكر البرّ بأرضهم فأنكى بالقتل فيهم ، فأحرق مدائنهم وأخرب كنائسهم وبلغ غاية الأمل فيهم من النّكاية [1] . وانتهى أسطول بني أميّة إلى بعض مراسي المغرب الخالية القليلة العدد فنزلوا بها يريدون أن يؤثروا أثرا يرجعون [ بعده ] إلى بلدهم ليسكَّنوا / به من خلفهم ، فخرج إليهم أهل تلك النّاحية فقتلوا منهم بشرا كثيرا فهزموهم فمات في البحر أكثر ممّا قتلوه ، وغنموا ما كان معهم من السّلاح ، ووجّهوا برؤوس من قتلوه وبما غنموا . واتّصل بهم خبر الرّوم فانصرفوا منكوبين خاسرين . وأرسل ملك الروم إلى أمير المؤمنين بأموال عظيمة وهدايا جليلة ورغب في التوقّف عمّن بقي من الروم بأرض قلورية على مال قطعه على نفسه يؤدّيه عنهم وأسرى من أسارى أهل المشرق [2] ليطلقهم في كلّ عام لمدّة يسيرة سأل الهدنة فيها . ورأى ذلك أمير المؤمنين عليه السلام صلاحا للدّين وللمسلمين / بعد أن أقدره اللَّه عزّ وجلّ وأمكنه وشفى صدره وصدور المؤمنين به [3] . 91 - فلمّا انتهى ذلك إلى الأمويّ الخاسر خاف الوقعة به فدسّ رسولا من قبله كتب كتبا على لسان بعض رجاله إلى بعض رجال أمير المؤمنين في الموادعة والصّلح وكفّ الحرب ويذكر ما يتوقّع في ذلك من سفك دماء المسلمين واشتغال بعضهم ببعض عن غزو المشركين . وجاء الرسول بالكتاب وأدّى بلسانه عن الخائن ما لم يؤدّه الكتاب [4] ، من طلب الصلح والألفة وكفّ الحرب والفتنة ، وذكر ذلك لأمير المؤمنين ( صلع ) شفاها . . .
[1] دارت هذه الوقعة بحرا ثم برا سنة 345 / 956 ، وهي غير وقعة المجاز التي دارت برا برمطة وطبرمين Rametta - Taormina ثم بحرا بمضيق مسينا Messina وانتصر فيها الأسطول الفاطمي ، وكان ذلك سنة 353 / 964 . انظر رسالة G . Schelumderger عن نقفور فقاس Un Empereur . . . Nicephore Phocas ص 442 . [2] نفهم من هذه العبارة أنهم أسرى من الشرق ولعلهم شاميون من الامارة الحمدانية ، ونلاحظ أن المعز يطيب له أن يكون وصيا على المسلمين في المشرق أيضا . [3] وقعت هذه الهدنة سنة 346 / 957 ( انظر : الدشراوي : الخلافة الفاطمية بالمغرب ، النص الفرنسي المرقون ص 313 ، وكذلك شلومبارجي ، ص 468 ) . [4] في الأصل : ما لم يود الكتاب به .