responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 165


بعض أمتعتهم وأخذوا فيما أخذوا الخريطة [1] الَّتي فيها كتاب عامل صقليّة ، وتركوا القارب بمن فيه بالجزيرة لا يجدون من يحملهم [2] إلى أن مرّ بهم مركب ، فركبوا فيه وأتوا بالخبر .
فغضب أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه لذلك وأمر بإخراج مراكب حربيّة وأدخل فيها رجالا من رجال البرّ والبحر وأمّر عليهم حسن بن عليّ [3] عامل صقليّة وأمره بطلب / المركب حيث أخذ ، وإن وصل إلى الأندلس فلا ينصرف عنه حتّى يحرقه . فلم يلحق المركب إلَّا وقد أرسى بألمريّة [4] مرسى الأندلس ومجتمع [5] مراكبها وأساطيل الأمويّ المتغلَّب عليها ودار صناعة مراكبه وبها عدّته ، واتّصل الخبر به أنّ الأسطول قد نفذ إليه ، وس / ب / قت مراكبه راءة [6] في البحر بخبره . فأعدّ عساكره وعمّر مراكبه بالعدّة والسلاح والرّجال ، وجاء حسن بن عليّ في مراكبه ، وكانت قليلة العدد [ و ] إنّما أخرجت في طلب مركب واحد ، فوهب اللَّه لوليّه الظفر [7] فاستولى أسطوله على أساطيل الأمويّ / فأضرمها نارا وغادرها بأسرها رمادا . ونزل من بالأسطول من رجال البحر [8] واستولوا على المريّة وانهزم عنها جمع الأمويّ ، فأحرقوا ما بها من المراكب والخزائن والعود [9] والعدد ، وانتهبوا جميع ذخائرها ، وهرب من استطاع الهرب من أهلها .
ولم يعرضوا لمن بقي ممّن استسلم بها بمكروه ، وقتلوا من ناصبهم أوّلا [10] وأحرقوا المركب الذي صنع أهله ما صنعوه فيما أحرقوا ، ولم يكن أمير المؤمنين أمرهم بغير ذلك ، فانصرفوا سالمين غانمين لم يزرّ [11] منهم أحد بسوء .



[1] الخريطة : وعاء من الجلد .
[2] روى ابن الأثير هذه الحادثة بشيء من الاختلاف : الكامل ج 6 ص 185 . ( وانظر أيضا افتتاح الدعوة ، نشر الدشراوي ص 336 والقسم الفرنسي منه ص 143 ، وابن خلدون ج 4 ص 46 وك . العيون والحدائق نشر السعيدي ج 2 ص 575 و 488 ) .
[3] الحسن بن علي الكلبي والي الفاطميين على صقلية . ( انظر أعمال الاعلام لابن الخطيب ، نشر ح . ح . عبد الوهاب ، وترجمة كانار لسيرة الأستاذ جوذر ص 190 تنبيه 422 ) .
[4] ثغر أندلسي في الجنوب الشرقي من السواحل الإسبانية .
[5] في الأصل : ويجتمع
[6] راءة ج راء ، المراقبون والطلائع الذين حملوا خبر الأسطول الفاطمي إلى الناصر .
[7] في الأصل : السفر
[8] في الأصل : الحبر ، وقد تكون : البر .
[9] العود : يريد به أخشاب المراكب والصواري . جاء في سيرة الأستاذ جوذر ص 121 فقرة 56 : « وكانت دار صناعة مولانا ( ص ) محتاجة إلى العود »
[10] أي بدأهم بالعداء .
[11] زر الرجل بالرمح : طعنه .

165

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست