ومقيم بمكَّة لا ينصرف عنها فيطلب ، ولم يكن بها عالم بما جاء فيقال : أخذ ذلك عنه ، ولا طرأ إليها طارىء [1] صحبه يعرف بعلم فيقال : إنّه اقتبسه منه . وفي هذا قول اللَّه عزّ وجلّ وهو أصدق القائلين : * ( « وما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِه مِنْ كِتابٍ ولا تَخُطُّه بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ [2] » ) * . فكفى بهذا من شهيد ودليل وبرهان يرى بالعيون ، ويسمع بالآذان ، وتنقاد له العقول بإذعان ، لمن كان له قلب ، كما قال اللَّه عزّ وجلّ : * ( « أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ [3] » ) * .
[1] في الأصل : صار . [2] العنكبوت ، 48 - 49 . [3] ق ، 37 .