بسم الله الرحمان الرحيم كلام في مجلس في التواضع للَّه تعالى وإقامة فرضه : 239 - قال القاضي النّعمان / بن محمد : وحضر عيد الفطر وتقدّمه نوء عظيم وكثر الوحل والطين . وذكر ذلك للإمام المعزّ لدين اللَّه ( ص ) ، وماب المصلَّى منه وما في الطريق إليه من الماء والوحل والطين ، وظنّوا أنّه يصلَّي صلاة العيد في المسجد ، فقال ( ص ) : يكون من ذلك ما كان ، لابدّ من قضاء فرض اللَّه ( تع ) في البراح على ما أمر به جلّ ذكره وسنّه رسوله ( ص ) . وذكر حديث النبيّ ( ص ) أنّه ذكر ليلة القدر من شهر رمضان فقال : رأيت أنّي أسجد فيها في ماء وطين ، وأنّ الناس أمطروا بعد ذلك ، فوكف المسجد وصلَّى رسول اللَّه ( ص ) ، فانصرف من الصلاة وقد أثّر الطين والماء في جبهته وأنفه / لسجوده فيه [1] . وقال المعزّ ( ص ) : وهذا من أقلّ ما ينبغي أن يفعل في ذات اللَّه وأكثر منه ، واللَّه لو حبونا في هذا الطين حبوا على الرّكب وكان ذلك ممّا يرضي اللَّه عنّا ويقبله منّا لفعلناه . إنّ رسول اللَّه ( ص ) يقول : إذا سمعتم داعي آل بيتي فسارعوا إليه
[1] رأيت أني أسجد في ماء وطين : ذكره البخاري ج 3 ص 61 ومسلم ج 3 ص 171 و 172 .