حيث نريده منكم ، ونقدّره من الخير فيكم ، فأعينونا على ما أردناه من الخير بكم بصالح أعمالكم وحسن نيّاتكم وطوّياتكم ، فإنّا نقدر على تغيير حالكم وسدّ فقركم وأن نغنيكم ، ولا نقدر على صلاح ما تفسدونه من أنفسكم إذا أنتم لم تقبلوا على أمرنا إيّاكم ووعظنا لكم ، فما السعيد كلّ السعيد إلَّا من / قبل عنّا وامتثل أمرنا وأطاعنا ، ولا الشقيّ إلَّا من خالفنا وارتكب نهينا ، وما نريد بكلّ ما نفعله فيكم ممّا تحبّونه أو تكرهونه وتعرفونه وتنكرونه إلَّا صلاحكم والخير لكم في دنياكم وأخراكم . إن أحسنّا إلى من نحسن إليه منكم ورفعنا من نرفعه وأنعمنا على من ننعم عليه ، فما نريد منه بذلك إلَّا أن يعرف فضلنا فيشكره ويعمل من صالح العمل ما يستديمه به ، ويمتري منّا المزيد منه ، ويصل إلى رضوان اللَّه به ، ويرضى بنا عنه . وإن عاقبنا من نعاقبه فما نعاقبه [1] إلَّا تأديبا له ، وليرجع عمّا أنكرناه عليه ونقمناه من أمره إلى ما يرضي اللَّه ( تع ) عنه ويرضينا منه فيسعد بذلك / في الدنيا والآخرة . وإن قتلنا منكم من نقتله ممّن يجب القتل عليه ولا يسعنا أن نبقيه ، فما ذلك منّا فيه إلَّا تطهيرا له وتمحيصا لذنوبه ، وما دونه لغيره ممّن نرجو أن يردعه ما رأى [2] فيه ، عمّا هو من الفساد عليه ، وكلّ ما تجري به أمورنا فيكم فهو صلاح لعامّتكم كيفما [3] جرى تدبيرنا فيكم ومضت أحكامنا عليكم ما سلَّمتم [4] لأمرنا ورضيتم بحكمنا . حديث في مجلس في إنكار فعل [5] من غيّر دين اللَّه : 238 - ( قال ) : وسمعته ( ص ) يذكر تغيير بعض الدعاة أمورا غيّروها وأحكاما حكموا بها وأصولا أصّلوها من العلم بزعمهم في بعض الجزائر على رأيهم واستنباطهم ، وأضافوها / إلى قول الأئمّة الطاهرين ( صلع ) ، فقال : نحن نبرأ إلى اللَّه ( تع ) من هؤلاء وأمثالهم ومن أفعالهم ، وما هم لنا بأولياء ولا كرامة لهم ، ولا يدعون إلينا وإن دعوا في ظاهر أمرهم . إنّما أولياؤنا من قال بقولنا واتّبع أمرنا ولم يتقوّل علينا ما لم نقله . وأمّا من تقوّل علينا الباطل ونسبه
[1] ب : سقط : فما نعاقبه . [2] في النسختين : أرى . [3] في النسختين : وكيف ما [4] « ما سلمتم » ، ساقطة من أوألحقت بالعنوان الموالي . [5] أ : فعل ما سلمتم من غير