جزيلة وحمل جميع من قدم معه وكساهم ووصلهم وصرفهم إلى بلدهم بما لم يوصلوه ولم يتوهّموه . وكان غاية آمالهم أن يسموا من القتل . فانصرفوا وقد طالت بالشّكر ألسنتهم وملئت فرحا قلوبهم . كلام كلَّم به ( صلع ) عامل سجلماسة : 203 - ( قال ) وسمعت منتصرا هذا يوما يشكر لأمير المؤمنين المعزّ لدين اللَّه ( صلع ) صنيعه فيه ويذكر ما وهبه اللَّه له من عطفه عليه وإحسانه إليه ، وما صار له بذلك من النعمة والفائدة والغبطة . فقال له المعزّ لدين اللَّه ( ص ) : يكفيك واللَّه من ذلك تعجيل الراحة لك وإزالة الغمّة / عن نفسك وتجديد المسرّات بأن كان الفاسق المتغلَّب قبلك يتوقّع من حلول بأس اللَّه به على أيدينا ما قد أصاره اللَّه ( عج ) إليه وعجّل له به ، فلم يكن لذلك يلذّ عيشا ، وكلَّما انتهى إليه شيء ممّا يتولَّاه اللَّه ( عج ) لنا من الصنع أنكاه . وقد كان [1] حتفه وإمكان اللَّه ( عج ) إيّانا منه يتّصل بذلك . فهو كما قال اللَّه ( عج ) في إخوانه المنافقين : * ( « يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ [2] » ) * . وأنت اليوم قد أمنت ذلك كلَّه ، وكلَّما جدّد اللَّه ( عج ) لنا نعمة وأولانا فضيلة ومكرمة تجدّد لك بذلك سرور واتّصلت بك باتّصاله نعمة وغبطة ، فلو لم يكن لعدوّنا عقوبة ولولَّينا مثوبة غير / هذا لكفاهما ، فكيف وقد تكفّل اللَّه ( عج ) لنا بالصّنع في عاجل الدنيا بإعزاز الوليّ وكبت العدوّ وأعدّ لأوليائنا في الآخرة كريم الثواب ولأعدائنا أليم العقاب ؟ فقال منتصر : صدق واللَّه أمير المؤمنين ، لقد كان عدوّ اللَّه ابن واسول من توقّع بأس اللَّه الذي وقع به وما يتّصل [3] به من صنع اللَّه عند وليّه لفي أمر ما هو اليوم بدون ما كان فيه ، وإنّ عبد أمير المؤمنين بحمد اللَّه وفضل وليّه ( صلع ) من خفض العيش وراحة النفس لفي ما يسأل اللَّه دوامه له بطول بقاء وليّه ( صلع ) .
[1] في النسختين : دان . [2] المنافقون ، 34 . [3] أ : يتصول ، وفي التركيب غموض .