[ بسم الله الرحمان الرحيم ] حديث جرى في مجلس في ذكر رؤيا رآها المنصور صلوات اللَّه عليه : 52 - قال القاضي النعمان : كنت جالسا بين يدي المعزّ صلوات اللَّه عليه ، فذكر أمر الفتنة وما كان من عظيم المحنة فيها ، وما حلّ بالناس في ذلك وما كشفه اللَّه عنهم جل وعزّ بالمنصور ( صلع ) من ذلك واستنقذهم / على يديه منه . فقال عليه السلام : لقد أخبرنا المنصور عليه السلام قبل ذلك برؤيا رآها ما غادرت شيئا كان في ذلك . قال : رأيت آتيا أتاني وفي يده ورق كبير فنشره بين يديّ وقال لي : انظر إلى هذا ، فنظرت ، فإذا فيه دوائر كثيرة ، فقلت : قد رأيت هذه الدوائر فما هي ؟ قال : هذه مملكتكم . فجعلت أنظر إليها ، فإنّي لأنظر كذلك إذ نظرت إلى سواد غشي بعضها وجعل يمتدّ فيها ذلك السواد ويغشى منها شيئا بعد شيء حتّى سترها كلَّها غير واحدة كانت أقربهنّ إليّ ، فارتعبت لذلك وقلت : إذا كانت هذه مملكتنا وقد غشيها هذا / السواد فما ذلك لخير . فقال لي ذلك الرجل : ضع أصبعك على ما غشّاه هذا السواد منها أوّلا فأوّلا ، ففعلت ، فما وضعت أصبعي على شيء منها إلَّا انجلى عنه ذلك السواد وعادت على حسب ما كانت ، حتّى أتيت عليها كلَّها ، وذهب ذلك السواد عن جميعها . ثمّ انتبهت .