نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 328
هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه [1] ورآه عدي بن حاتم [2] وبين يديه ماء قراح ، وكسيرات من خبز الشعير فقال : لا أرى لك يا أمير المؤمنين أن تظل نهارك صائما مجاهدا ، وبالليل ساهرا مكابدا ثم يكون هذا فطورك ؟ فقال عليه السلام : علل النفس بالقليل وإلا طلبت منك فوق ما يكفيها [3] ولم يزل هذا دأبه ، وهذه سجيته ، حتى ضربه أشقى الآخرين على رأسه في مسجد الكوفة صبيحة ليلة الأربعاء لتسعة عشر مضين من شهر رمضان المبارك وهو ساجد لله في محرابه ، فبلغ السيف موضع السجود من رأسه ، فقال : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، فزت ورب الكعبة لا يفوتنكم ابن ملجم ، واصطفقت أبواب الجامع ، وهبت ريح سوداء مظلمة ، ونادى جبرائيل بين السماء والأرض : تهدمت والله أركان الهدى ، وانطمست والله أعلام التقى ، وانفصمت والله العروة الوثقى ، قتل ابن عم المصطفى ، قتل الإمام المجتبى ، قتل علي المرتضى ، وجعل الدم يجري على وجهه ، فيخضب به لحيته الشريفة . واقتدى به ولده أبو عبد الله عليه السلام حيث رماه سنان لعنه الله بسهم
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 : 26 . [2] عدي بن حاتم الطائي : أبو طريف ، كان من المنقطعين إلى أمير المؤمنين عليه السلام والعارفين بحقه ، صاحب المواقف المشهودة في الجمل وصفين وغيرهما ، فقئت عينه يوم الجمل ، واستشهد ابنه محمد فيها ، والآخر يوم النهروان ، قال له معاوية يوما : ما أنصفك ابن أبي طالب إذ قدم بنيك وأخر بنيه ! فقال عدي : بل أنا ما أنصفت عليا إذ قتل وبقيت . أنظر : الاستيعاب 3 : 141 ، الإصابة 2 : 468 . [3] مناقب ابن شهرآشوب 2 : 98 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 246 .
328
نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 328