نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 202
عادوا إليه فشد عليهم كذلك ، فاختلف هو وبكر بن حمران الأحمري [1] فضرب بكر لعنة الله فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع السيف في السفلى ، وفصلت ثنيتاه ، وضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة ، وثنى بأخرى على حبل عاتقه كادت تطلع من جوفه ، وجعل يحارب أصحاب ابن زياد حتى قتل منهم جماعة ، فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق البيت فأخذوا يرمونه بالحجارة ، ويلهبون النار في أطناب القصب ، ثم يلقونه عليه من فوق السطح ، فخرج عليهم مصلتا بسيفه فناداه محمد بن الأشعث : لك الأمان لا تقتل نفسك ، وهو يقاتلهم ويقول : أقسمت لا أقتل إلا حرا * وإن رأيت الموت شيئا نكرا أكره أن أخدع أو أغرا أو * أخلط البارد سخنا مرا كل امرئ يوما يلاقي شرا * أضربكم ولا أخاف ضرا فناداه ابن الأشعث : إنك لا تكذب ولاة . وكان قد أثخن بالحجارة ، وعجز عن القتال ، فأسند ظهره إلى الحائط . فأعاد ابن الأشعث عليه القول : لك الأمان . فقال : أنا آمن ؟ قال : نعم . ثم قال للقوم : ألي الأمان ؟ قالوا : نعم . فقال : أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم ، وأوتي ببغلة فحمل عليها ، فاجتمعوا حوله ، وانتزعوا سيفه ، فكأنه عند ذلك يأس من نفسه فدمعت
[1] بكر بن حمران الأحمري ، خبيث ملعون ، قاتل مسلم بن عقيل . أنظر : مستدركات علم الرجال 2 : 50 .
202
نام کتاب : المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 202