تسبيح ، وهمّه لنا عبادة ، وكتمان سرِّنا جهاد في سبيل الله ، ثم قال أبو عبد الله : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب ( 1 ) . وروي عن الإمام الرضا ( عليهم السلام ) قال : من تذكَّر مصابنا وبكى لما ارتكب منا ، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يُحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ( 2 ) . إلى غير ذلك من الأخبار والروايات الشريفة في ذلك . وانطلاقاً من هذا الأمر ، واستجابة للمكرَّم النبيل الحاج عبد السلام الدخيل الذي عرض إليَّ فكرة تأليف هذا الكتاب ، ورغبة بعض الأخوة أيضاً من قرَّاء السيرة الحسينية ، في تحقيق هذه الفكرة ، وقد استشرت سيدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيد تقي القمي دام ظله الشريف في موضوع كتابة هذا الكتاب ، وأخبرته برغبة بعض الأخوة من قرّاء السيرة في تأليف كتاب يحوي مجالس في السيرة الحسينية وما يتعلق بها ليقرأ في المجالس والمآتم الحسينيّة في أيام العشرة من المحرَّم الحرام ، فرجح لي دام ظله في الإقدام على تأليف هذا الكتاب وقال : إنه من موجبات سعادتك ، وفيه إحراز ثواب الباكين على مصاب الحسين ( عليه السلام ) كلما قُرأ في المجالس الحسينية ، وقال لي : وأنا سوف أدعو لك في ذلك . فجزاه الله خير الجزاء على إحسانه وعطفه . فبعد ذلك كله قمت بإعداد هذا الكتاب الماثل بين يديك تلبية لرغبتهم . وقد جمعت في هذا الكتاب ما تسنَّى لي جمعه من كتب الحديث والسيرة الحسينيّة في خصوص ما يرتبط بسيرة سيِّد الشهداء الحسين ( عليه السلام ) وذلك من بدء خروجه من المدينة وحتى استشهاده ( عليه السلام ) وما جرى على أهل بيته ونسائه في الأسر والسبي ، مع ذكر شيء أيضاً من مناقبه ( عليه السلام ) الشريفة ومصائبه المفجعة ، التي